مسيرة العودة أولوية، ولكن..

على الرغم من أننا ندرك، نحن منظمي مسيرة العـودة إلى فلسطين، مقدار الضغوط الأجنبية على لبنان، التي دفعت الجهات المعنية إلى منع مسيرة العودة الثانية في السادس من حزيران، إلا أن ذلك لا يمنع السؤال عن قدرة للبنان على مواجهة ضغوط إضافية مثل: كيف سيقاوم لبنان في المستقبل، الضغوط دولية باتجاه التوطين؟

ونحن نعلم أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان طالب الجهات اللبنانية بتطبيق اتفاق الهدنة للعام 1949، الذي يمنع المدنيين من الاقتراب من شريط الهدنة الفاصل.

ونعلم أنه لا يمكن تحميل الجيش اللبناني مسؤولية «عدم وضوح المسؤولية السياسية» في لبنان، في ظل حكومة تصريف أعمال وتشكيل متعسر لحكومة جديدة.

..أما وقد مُنعت المسيرة في لبنان، فإننا نقول:

المسيرة ليست آخر العالم، ولا أوله. ليست آخر النضال ، ولا أوله.

المسيرة لا تحتكر وحدها تصنيف الناس في ميزان الوطنية ومقياس القضية. فالنضال لم يبدأ معها، ولم ينتهِ بمنعها.. مع أنها مرحلة فريدة من تاريخ هذا الشعب.

واللاجئون لن ينسوا قضاياهم الأخرى.. فكما صبروا على امتداد ثلاثة وستين عاما في سبيل الحفاظ على وجودهم، واهتموا برفع مستوى وعيهم ومعيشتهم، فإنهم قادرون على متابعة مسيرتهم، من دون أن ينسوا إبقاء جذوة المسيرة متقدة، ولو إعلامياً.

مسيرة العودة أولوية، لكن...

المطالبة بالحقوق المدنية هي أولوية أيضا، ولا تلغي حق العودة، بل تعززه .. لذلك سنستمر بالمطالبة بحقوقنا المدنية: حق العمل، وحق التملك، وحق التعليم والطبابة، وغيرها من المطالب الشعبية الفلسطينية. سنستمر بالمطالبة بها حتى يتم تحقيقها، وندعو جميع القوى التي شاركتنا في مسيرة العودة لأن تشاركنا في مطالبتنا بهذه الحقوق.

مسيرة العودة أولوية، لكن..

المطالبة بحقوق أهلنا في مخيم نهر البارد أولوية أيضا، وهي لا تلغي حق العودة، بل تقوّيه.. حق التحرك بحرية، حق تسريع الإعمار، حق اللاجئين بالعودة إلى بيوتهم ومتاجرهم، حق الحياة بكرامة.

مسيرة العودة أولوية، لكن..

المطالبة بفك الحصار عن مخيمات الجنوب أولوية أيضا، وهي لا تلغي حق العودة، بل تقوّيه.. لا يمكن للخيام أن تصمد في وجه الريح.. وإدخال مواد البناء يساهم في صمود أبناء المخيمات. وتوسيع المخيمات أفقياً، سيحل مشكلة الإعمار العشوائي والعمودي، والاستئجار في الخارج.

مسيرة العودة أولوية، ولكن...

المطالبة بإصلاح «الأونروا» وتطويرها ووقف الهدر والمحسوبيات فيها أولوية أيضا، وههي لا تلغي حق العودة، بل تقوّيه.. فإن في ذلك يساعد شعبنا على تأمين الحياة اليومية الكريمة، ليتفرغ لمطالبه السياسية. والأونروا لم توجد لتشْغلنا بذواتنا، أو لتلهينا عن قضيتنا، بل لتساهم في صمودنا في اللجوء من أجل تأمين مسيرتنا التاريخية للتحرير والعودة.

مسيرة العودة أولوية، لكن...

المطالبة بتشكيل مرجعية فلسطينية موحدة في لبنان، تنسجم مع مسيرة المصالحة، أولوية أيضا ولا تلغي حق العودة، بل تقوّيه.. وتعزز الموقف الفلسطيني في المطالبة بحقوقنا المدنية والاجتماعية والسياسية، وبحلّ قضية نهر البارد وحصار المخيمات.

مسيرة العودة أولوية، لكن...

مقوّمات صمود شعبنا أولوية أيضاً وهي تبدأ من شروط العيش بكرامة، وتأمين الحقوق، وتمتد حتى المبادرات الشبابية الرائعة، من أجل الحفاظ على رؤوسنا في زواريب المخيمات من اختلاط الماء بالكهرباء والموت المجاني.

مسيرة العودة أولوية، لكن..

علينا أن نؤمن مقومات استمرارها، وشعبنا هو أهم هذه المقومات والأولويات..