مشكلة منظمة
التحرير والبديل الأفضل
بقلم: محمد رضوان
لاشك أن خطوات حل أي مشكلة
أو أزمة أضحت معروفة لا تحتاج في كثير من الأحيان إلى خبير أزمات لتبيانها، بدءاً من
استكشاف المشكلة ويتلوه اختيار البدائل ومن ثم تقييمها وصولا للبديل الأفضل.
إن أزمات الشعب الفلسطيني
مستمرة، لا تكاد تفك عقدة إلاّ وتشتد أخرى، ولكنها تزداد تعقيداً في هذه الآونة، وهذا
يُعزى لكثرة من يناصب هذه القضية العداء ومن كل الجهات، فمن حرب كارثية، إلى حصار يشتد،
إلى قطع رواتب، إلى انقطاع كهرباء، إلى أزمة أونروا، إلى اختطاف الشبان الأربعة، إلى
... إلى ... ، الى أن وصلنا الى مسرحية منظمة التحرير، هذه المشاكل وغيرها تتطلب نفس
الخطوات لإيجاد حلول ناجعة لها، ولكن طريقة التفكير تتطلب بُعدين استراتيجي وشمولي
لكافة الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، لذلك يعتمد الغرب
على ما يسمى بخزانات التفكير ""Thinking Tanks يُصرف عليها ملايين الدولارات وظيفتها
أمرين الأول وضع حلول وسيناريوهات لمشكلة حالية أو التنبؤ المستقبلي لأي طارئ وتقديم
تقدير موقف مما يسهل على صانع القرار اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
أذكر وأذكّر في هذا الصدد
ما دعا إليه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بُعيد عدوان 2008 على قطاع
غزة، حيث دعا إلى تشكيل مرجعية بديله عن منظمة التحرير تمثل الشعب الفلسطيني في الداخل
والخارج، تُبنى على أساس وطني جامع يحافظ على الثوابت والحقوق، لا سيما بعد حركة التضامن
الدولي مع القضية الفلسطينية بعد الحرب على غزة وكذلك التفاف الشعب الفلسطيني بجُل
مكوناته حول خيار المقاومة، ولكن للأسف قوبل هذا (البديل الأفضل) بالرفض لمجرد الفكرة
من الفصائل وربما من بعض قيادات حركة حماس في ذلك الوقت.
سنوات مضت على هذه الفكرة
التي وُئدت في مهدها والشعب الفلسطيني لم يستفد شيئاً من منظمة التحرير " الممثل
الشرعي والوحيد"، والتي بات اسمها على عكس سلوكها وأدائها على الأرض، وها نحن
اليوم وكل الفصائل وعقلاء الشعب الفلسطيني بدون استثناء و بشكل مباشر أو على استحياء
ترفض مسرحية منظمة التحرير، ولكن أضحى حالنا كالذي يبح صوته في لعن الظلام، أو كالذي
يغمض عينيه في وضح النهار ويدعي عدم الرؤية، وفي المقابل يفعل الجاني ما يفعل ولسان
حاله يقول (على بال من أنتم!!!)
غزة تئنّ جوعاً وألماً وحصاراً،
ولا زلنا في مرحلة استكشاف المشكلة، وهي معروفة لدى الجميع الصغير قبل الكبير، هي حقيقة
كالشمس، تقول (رئيس السلطة محمود عباس لا يريد غزة بفتحها وحماسها ..بمرّها وحلوها)..إذاً
لماذا الانتظار؟!!، لماذا لا تشكّل إدارة لقطاع غزة من كل الفصائل، ليتحمل الجميع مسئولية
أبناء شعبه؟ لماذا لا تجري انتخابات بلدية ونقابات واتحادات لتمثل من كل أطياف الشعب
الفلسطيني؟ هذا هو البديل الأفضل، و كما يقول المثل المشهور (ما حك جلدك مثل ظفرك).
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام