مصير غزة
بقلم: عصام شاور
في عهد الرئيس الدكتور محمد مرسي زعمت قيادات
فلسطينية: "إن مرسي عرض ضم غزة إلى مصر"، وبالتوازي قيل: "إن التيار
الإسلامي في مصر أشار على مرسي بضم غزة إلى مصر؛ لأن جماعة الإخوان ترفض الحدود بين
الدول"، وبعد الانقلاب في مصر تبدلت الرواية وقيل: "إن مرسي عرض على حماس
أجزاء من أراضي سيناء لإقامة دولة فلسطينية، وإن جماعة الإخوان تسعى إلى تفتيت المنطقة
وتقسيم مصر وفلسطين وكثير من الدول العربية"، وجميع الروايات متناقضة ولا أساس
لها من الصحة.
الرواية المتداولة حاليًّا أن القيادي في حماس
د.محمود الزهار قال: "إن الحركة مستعدة لإقامة سلطة أو حكم ذاتي أو إدارة مدنية
في غزة"، ويبدو أن الهدف من نشر تلك الأقوال هو تأكيد أن حماس تسعى إلى فصل غزة
عن الضفة الغربية، أو من أجل تحقيق أهداف أخرى، ولكن حركة حماس لم تتأخر في نفي الخبر،
وتوضيح أن التصريحات المنسوبة إلى الدكتور الزهار اجتزئت بطريقة غير مناسبة من تصريحاته
التي أكد فيها عكس ما قيل، وأكدت حماس أنه لن يكون هناك دولة في غزة ولن تكون دولة
دون غزة.
واضح أنه لا يوجد أي دليل على كل الشائعات التي
أثيرت عن نوايا الرئيس محمد مرسي بشأن الدولة الفلسطينية، ولا على مخططات حماس لفصل
غزة عن الضفة أو وصلها مع مصر، كلها أقوال لا أساس لها من الصحة، وكلها تناقضات يدحض
بعضها بعضًا، ولكن يبقى السؤال: لماذا كل هذه الضجة المفتعلة؟!، ولماذا نحاول حرف الأنظار
عما نواجهه من فشل في توحيد الصف الفلسطيني، أو ما تواجهه منظمة التحرير من فشل في
مشروعها السياسي التفاوضي، أو الفشل الذي تواجهه حكومة التوافق في إنجاز المهمات المطلوبة
منها؟!
لا يمكن تغطية سلسلة الإخفاقات بسلسلة من الشائعات
والمعارك الجانبية، الشعب الفلسطيني يطالب القيادة بحل مشاكله، غزة منكوبة ويجب فك
الحصار عنها والبدء بإعادة ‘عمارها وإنقاذها مما هي فيه، والموظفون يطالبون بحقوقهم
ورواتبهم المقطوعة والممنوعة لأسباب سياسية، أما المناكفات الداخلية وتأليف القصص و"الفبركات"
فهي آخر شيء ينتظر سماعه المواطن الفلسطيني، وخاصة في غزة.
المصدر: فلسطين أون لاين