معاناة اللاجئين الفلسطينيين تفوق كل وصف وتصوير
بقلم: رشيد حسن
كشف إضراب العاملين في وكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين " "الاونروا”، عن جزء يسير من معاناة اللاجئين ، في مخيمات الشتات ، وأشار الى أن هذه المعاناة تزداد.. ولن تتوقف في ظل اصرار "الاونروا” على تقليص خدماتها، واصرارالدول المانحة ، وفي مقدمتها واشنطن على ابقاء موازنتها دائما تعاني من العجز.
يأتي هذا الكلام فيما الذكرى.
"64” لنكبة فلسطين ، ولنكبة شعبها على الأبواب، وهي النكبة التي أدت الى تهجير اكثر من "750” الف فلسطيني من وطنهم، وتدمير "520”قرية، أو بالأحرى ازالتها عن الوجود، واقامة مستعمرات صهيونيةعلى انقاضها لإيواء الجراد اليهودي القادم من اوروبا وكل أصقاع العالم...وهذه النكبة أيضا لم تنه فصولها ، و ما زالت تلد نكبات متواليات، للابقاء على الشعب الفلسطيني منفيا في كافة أرجاء المعمورة ، واطلاق يد الاحتلال الصهيوني في الارض الفلسطينية المحتلة، يفعل ما يشاء، ويقترف ما يريد، ويمارس ما يشتهي، في أبشع جريمة عنصرية استئصالية ..يمارسها احتلال على وجه الارض.
اللاجئون.. أو من بقي من الآباء الذين هجروا من وطنهم، , والأبناء والأحفاد .. وهم يستذكرون نكبتهم، والسنوات العجاف الي قضوها في مخيمات الشتات .. مخيمات الذل والشقاء.. مخيمات العارالذي ينتصب في وجه الأمة كلها، بعد أن نامت عن حقهم، وفي وجه العالم ، وكل المنادين بحقوق الانسان ، وقد خذلوهم، ولم يأخذوا بيدهم، لإعادتهم الى وطنهم، شأنهم شأن كل اللاجئين في العالم .. ولم يبق الأمر عند هذا الحد، فلم يكتف العالم هذا بتجاهلهم، وتجاهل مأساتهم ومعاناتهم، بل تواطأ مع العدو وحليفته واشنطن، وهم ينسجون المؤامرات الدنيئة ، لتصفية قضية اللاجئين ، باعتبارها محور القضية الفلسطينية ، وتحويلها الى مجرد قضية انسانية ، قضية مخيمات تحتاج الى مساعدات انسانية .. الى طحين وخبز وماء.. الى خدمات صحية وتعليم ونظافة ، وليست بقضية سياسية .. قضية شعب طرد من وطنه، وله الحق كل الحق بالعودة الى هذا الوطن، بموجب القرارات الدولية ، بخاصة بموجب القرارا”194” الذي بنص على حق العودة والتعويض معا.
ان أخطر ما جرى خلال العقدين الأخيرين.. منذ مدريد والى اليوم، أن الدول الشقيقة ، وبعض قيادات المنظمة مثل ياسر عبدربه، دخلوا الدهاليز الصهيونية، ووقعوا في كمين تصفية قضية اللاجئين،” وثيقة عبد ربه_ بيلين” حتى جاءت المبادرة العربية التي اقرتها قمة بيروت 2002، لتشكل تراجعا خطيرا عن حق العودة ، حينما أخضعته للتفاوض مع العدو ..!!
لا نريد أن نفتح صفحات التاريخ ، لأنها تنكئ الجراح ، وتظهر من تاجروا بقضية اللاجئين .. ومن تأمروا على اقدس فضية في التاريخ .. نجد الكتائب والانعزاليين اللبنانيين الذين لم يتورعوا بالتحالف مع العدو الصهيوني، وارتكاب أبشع الجرائم "صبرا وشاتيلا”.. ولا يزالون يصرون على معاملة اللاجئ الفلسطيني في لبنان، كإنسان مسخ، بلا ادمية، لا يستحق الحياة.
ومع الأسف فإن هذا التيار العنصري قد انتقل من لبنان الى اقطار اخرى ، وجاء الربيع العربي ليعريه أمام الملأ، تمهيدا لكنسه، لئلا يشوه وجه الأمة ، وهي تنهض لكتابة تاريخها من جديد.
باختصار.... معاناة اللاجئين الفلسطينيين تفوق كل وصف وتصوير، ويكفيهم شرفا أنهم بقوا الأوفياء لفلسطين ، ولحقهم في العودة ، رغم محاولات التشويه التي تعرضوا ويتعرضون لها من المتأسرلين والكتائب والانعزاليين في كل مكان.. وقد أمنوا وهم يحملون أوجاعهم وآلامهم، ويجعلون من انفسهم وقودا للثورات الفلسطينية ، ليبقى أوارها مشتعلا... انهم لن يستبدلون فلسطين بالفردوس ، لأنها هي الجنة على الأرض .
طوبى لصبرهم الأسطوري.. وطوبى لوفائهم لوطنهم.
المصدر: جريدة الدستور الأردنية