القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

معركة العصف المأكول: معركة من أجل المبادئ

معركة العصف المأكول: معركة من أجل المبادئ

بقلم: رأفت مرة

كانت معركة "العصف المأكول" أو معركة الدفاع عن غزة، معركة مبادئ وقيم، قبل أي شيء آخر، وخاض الفلسطينيون هذه المعركة على هذا الأساس، وتصدوا للاحتلال على هذه القواعد.. ولأنها كانت معركة مبادئ وأخلاق كان هذا الانتصار التاريخي.

ويمكن لنا أن نسجّل عشرة مبادئ قامت عليها هذه المعركة، وهي:

1- الحق في الدفاع عن الأرض والإنسان، إيماناً بما تمثله الأرض ويمثّله الإنسان من عناصر مكونة للقضية الفلسطينية.

2- الحق في مقاومة الاحتلال، باعتبار المقاومة حقاً إنسانياً وسياسياً مشروعاً.

3- مبدأ وحدة القضية الفلسطينية ووحدة الشعب في الداخل والخارج، ووحدة الأذرع العسكرية التي اتحدت في الرؤية والموقف والميدان.

4- مبدأ الوحدة الوطنية على قاعدة مقاومة الاحتلال والتصدي له، وهو ما وفّر غطاء سياسياً شعبياً، حيث أكدت مجريات المعركة أن المقاومة وحدها هي القادرة على توحيد الفلسطينيين.

5- مبدأ امتلاك السلاح وتصنيعه كعامل أساسي من عوامل المقاومة والدفاع عن الأرض والنفس، وبقيت المقاومة ترفض مجرّد عرض قضية السلاح على جدول المفاوضات.

6- مبدأ هزيمة الاحتلال، وهو مبدأ نادت به المقاومة وناضل من أجله الفلسطينيون، وأثبتت نجاحه بشكل مذهل، وهزم الاحتلال سياسياً وعسكرياً.

7- مبدأ تفوّق الإنسان الفلسطيني وتميّز المقاوم، وهذا ظهر من خلال إبداعات المقاومة في الاستراتيجيا والتخطيط والتكتيك، وفي الدفاع والهجوم وإحباط الخطط.

8- مبدأ حق الشعب الفلسطيني في الحماية، وهذا ظهر من خلال الاتفاق على عدم استهداف المدنيين والسماح لهم بحرية الحركة من خلال اتفاق وقف النار.

9- مبدأ حق الفلسطينيين في الإعمار والإغاثة وحرية التنقل عبر المعابر، فقد تمسّكت المقاومة بهذه الحقوق، ورفضت ربطها بأية آلية، واضطر الاحتلال للخضوع.

10- مبدأ القضية الفلسطينية بصفتها قضية وحدوية جامعة للعرب والمسلمين والمسيحيين، ونجحت قوى المقاومة، ومعها القوى السياسية، في إظهار وحدة القضية، واعتبارها القاسم المشترك، والأولوية الجامعة. وهو ما لقي قبولاً عربياً وإسلامياً، ودعماً جماهيرياً حتى في المجتمعات الغربية التي تظاهرت لدرجة أزعجت الحكومة الصهيونية.

لقد حاول الاحتلال الصهيوني طوال 51 يوماً اعتبار العدوان الصهيوني عدواناً للقضاء على المقاومة وقدراتها، واستهدافاً لفئة وصفها بالإرهاب، كما حاول الاستفراد بغزة، ونزع سلاح المقاومة، وتكريس الحصار، وتثبيت حقّه في التوغل والاعتداء.

لكن حسابات المقاومة المبدئية انتصرت، ومعركتها دفاعاً عن الثوابت كانت معركة من أجل التحرير، وهو ما صنعته معركة "العصف المأكول".

لقد نجح الفلسطينيون في الفوز في هذه المعركة على مستوى استراتيجي، ونستطيع أن نعتبر أن المعركة فتحت الباب أمام زوال الاحتلال.