معركة خاسرة في (فيفا)
بقلم: عصام شاور
لم يكن لدي أدنى شك بأن تهديدات رئيس اتحاد كرة
القدم الفلسطيني جبريل الرجوب بتجميد عضوية الاتحاد الإسرائيلي لن تتحقق، ولكنني كنت
أنتظر مؤامرة دولية على القرار الفلسطيني لا سحب الجانب الفلسطيني طلب التجميد.
حق لنتنياهو أن يعلن انتصاره على الفلسطينيين
بهذه المناسبة، لاسيما أنه متشوق إلى أي انتصار بعد هزيمته في معركة العصف المأكول،
والإحراجات اليومية لجيشه على تخوم غزة من قبل المقاومة الفلسطينية.
أنا لا أضع أي لوم على جبريل الرجوب؛ لأنه لا
يتصرف حسب هواه ورغبته، وإنما يمثل سلطة وينفذ سياستها، ولذلك أجد فصائل منظمة التحرير
مخطئة حين تضع كل اللوم على شخص الرجوب، وكأنها تريد تبرئة نفسها من موقف هي مسئولة
عنه بحكم أنها جزء من منظمة التحرير الفلسطينية، والمنظمة هي المسئولة بالدرجة الأولى
عن مواقف السلطة وممثليها في المؤسسات الدولية، ولا يمكن أن تتخلى المنظمة عن مسؤولياتها
وقتما تشاء، وتكون هي الآمر الناهي وقتما تشاء.
ما حدث في (فيفا) يضع أمام فصائل منظمة التحرير
السؤال الكبير: إذا عجزتم عن طرد الكيان العبري من (فيفا)؛ فكيف ستطردونه من الضفة
الغربية بالانضمام إلى المؤسسات الدولية؟!، وكيف ستحاسبونه على جرائمه بحق غزة والضفة
والمقدسات والشهداء؟!
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دعت إلى مواجهة
كل أشكال الضغوط الإسرائيلية التي تستجيب لها المؤسسة الرسمية الفلسطينية، وذلك بالعودة
إلى المؤسسات القيادية بعيداً عن التفرد في اتخاذ القرارات المتعلقة بالقضية الوطنية،
وهذه هي النقطة الأساسية التي يجب معالجتها بتحديد الجهة الرسمية المسئولة عن القرار
الفلسطيني، ألسلطة هي أم منظمة التحرير؟، أعتقد أن منظمة التحرير هي المسؤولة، ولابد
من إعادة تأهيلها وبناء مؤسساتها وهيئاتها القيادية، وألا تظل مجرد عنوان دون كيان
حقيقي؛ حتى تكون العنوان للفلسطينيين كافة، والجبهة الموحدة لمواجهة العدو الإسرائيلي،
في فلسطين وفي المؤسسات الدولية، بدلًا من حالة التخبط التي نعيشها، أي أن المطلوب
معالجات جذرية لا بعض الاستعراضات فقط، كما حصل في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
المصدر: فلسطين أون لاين