القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

معركتنا في فلسطين

معركتنا في فلسطين

بقلم: عصام شاور

انتهت عذابات الشعب الفلسطيني، لأن ما حدث في 16 و17 أيار 2015 في الفاتيكان يشكل مسحا مقدسا لآلام وعذابات الشعب الفلسطيني، حيث كانت الراهبات والرهبان في حاضرة الفاتيكان يحملون علم فلسطين ويضعونه على أكتافهم، هذا ما قاله كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات، فإذا شعرت أخي المواطن أن همومك وعذاباتك لم تنتهِ فهذا ذنبك، لأن "اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين ليس كأي اعتراف، وقد يدخل التاريخ على أنه أم الاعترافات"؛ والكلام أيضا لصائب عريقات .

بعد أكثر من عشرين عاما من الركض خلف سراب أوسلو والرعاية الأمريكية والدعم الغربي وما انتهت إليه الانتخابات الأخيرة في (إسرائيل) حيث تشكلت أكثر حكومة تطرفا في تاريخ الكيان الغاصب، يأتي د.صائب عريقات ليهنئ أسرى وأسيرات فلسطين والشعب الفلسطيني بهذا الإنجاز العظيم الذي وصفه بـ"أم الاعترافات"، فهل اعتراف الفاتيكان سيرفع الحصار عن قطاع غزة؟ أم أنه سيجبر بنيامين نتنياهو المتطرف وحكومته القائمة على التطرف وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني على تقديم تنازلات؟

أعتقد أن كلام عريقات يعكس أزمة نفسية تمر بها قيادة منظمة التحرير نتيجة انسداد الأفق السياسي وتعنت نتنياهو وخشية استمرار التدهور في مكانة منظمة التحرير في الشارع الفلسطيني، وخاصة أن الانتخابات في الضفة الغربية عكست تراجعا ملحوظا لشعبية فصائل المنظمة وخاصة حركة فتح، مقابل ارتفاع شعبية حركة المقاومة الإسلامية حماس، كما أننا كشعب لا ننجر إلى الكلام المعسول الذي لا يصدقه الواقع ؛ أي مسحة مقدسة وأي عذابات هذه التي انتهت؟

أعتقد أن الهروب إلى الأمام لن يخرجنا من أزماتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعلينا مواجهة التحديات بخارطة طريق تقودنا إلى الهدف وليس إلى متاهات جديدة. أمامنا مصالحة يجب إنجازها، وأمامنا احتلال إسرائيلي يجب مواجهته بأدوات فاعلة، ليس بتجميع الاعترافات ولا حتى بأم الاعترافات، ولكن بمعارك سياسية وغير سياسية بشرط أن تكون معارك حقيقية، معركتنا هنا في فلسطين وليست في الفاتيكان ولا في أمريكا أو أوروبا .

المصدر: فلسطين أون لاين