القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

معنى المقاومة

معنى المقاومة

محمد مشينش

مع تعالي صوت الطغيان هنا وهناك وشعوره بالسيطرة على مرافق حياتنا ومحاولته اختراق جدران القيم التي تحملها امتنا، ومع توجيهه لما يملك من الإعلام ضد كل ما من شانه ان ينهض بهذه الأمة وان يعيد لها وعيها ويثبّت قيمها، من هذا الواقع المؤلم تطلع علينا مجموعة مجاهدة نذرت نفسها لله ولما تحمله من معاني الحرية والعز والإباء لتعيد كفة الميزان القيمي والذي تضرر كثيرا خصوصا بعد ما حصل في مصر من انقلاب داس على ابسط معنى من معاني الحرية وجعل كثيرا من شباب هذه الأمة في وسط متاهة تحديد الوجهة الفكرية له خصوصا ونحن نعيش أزمة فكرية عنوانها غياب الإرادة العربية أمام التحديات والتبعية والانصياع للإرادة الأميركية بمقابل مشاريع أخرى تحقق تقدما في تثبيتها للطغاة وفي شرخها الطائفي للأمة.

المقاومة الفلسطينية بأدائها المتميز، بدماء إبطالها،بعقلية الصمود،بطريقة الأداء،بالانضباط العالي،بالقدرة على تبني مشاريع تناسب واقع العيش في بدائية آلياتها وعظم انجازاتها،عناصر جمعت لتضرب لشبابنا المسلم وللعالم الحر بأسره أروع الأمثلة في البناء القيمي وسط تكالب وتحالف لقوى الظلم التي لا يجمعها سوى البغض لهذا النهج ولهذه الفكرة. ولكن هيهات..

لو روينا ما يحصل الآن في أدبياتنا المعاصرة على انه حاصل في غير زماننا لوجدنا أننا أمام ملحمة كبيرة مليئة بالدروس والعبر وعنوان من عناوين التحصيل القيمي في البطولة والإباء والكرامة والشموخ والتضحية والمرجلة، ملحمة يصنعها رجال القسام، صنعوها قبل ان يقوموا بخطف جندي وتحقيق صفقة تبادل الأسرى، جهوزية في كل وقت وحين،استعداد وتخطيط ليل نهار، بناء للإنسان، تصد للإشاعات الدحلانية والعباسية الهدّامة، إحباط للمؤامرات، ملحمة صنعوها بصمودهم أمام جيش مجرم حاقد على كل ما هو بشر يملك احدث الأسلحة ومدعوم من اكبر قوة، حققوها بحفر نفق بأظافرهم بطول 2.5 كم، ويثبتوا لنا كل يوم ان الملحمة باقية مابقي الاحتلال على أرضنا وله أذناب.ما بقي أسرانا الأبطال خلف القضبان، أي معدن هذا الذي ظهر لنا في فلسطين أي صناعة هذه يا أهل غزة.

التغني بهؤلاء الرجال ليس انتصارا لأشخاصهم فقط رغم استحقاقهم لهذا بل هو احتفال بتتويج العقل البشري الذي أنتج هذا الفكر الذي سيتكسر على جنباته كل رموز الطغيان وان اختلف لونه ولسانه، هو عنوان لانتصار الثابتين على عقيدتهم من أدعياء ذلك، هو رمز ستعجز عن كسره آلات التآمر الغربي والمال العربي،فنحن أمام ايقونة جديدة ستوضع في التاريخ المعاصر اسمها كتائب القسام، نحن لسنا أمام مجموعة مقاومة تسعى إلى الإثخان بالعدو قدر ما تستطيع وقد تصل معه إلى حرب استنزاف فقط، بل نحن أمام مدرسة لتعليم الأجيال، مصنع للرجال، وأي رجال، رجال إذا قالوا فعلوا وإذا سكنوا خططوا، وإذا أصيبوا احتسبوا، وإذا استشهدوا سُقيت إعمالهم بدمائهم وانبتت أشجارا من العزة والكرامة.

يا كتائب القسام يا راية أهل سنة المصطفى في الأرض وحاديها إلى بر النجاة، إلى من ننظر في عالمنا، انلتفت يمينا لنرى كيف يبذل المال العربي للتآمر على الأمة وعلى آمالها، أم نلتفت يسرة لنرى كيف تستخدم الجيوش العربية وتنسق مع العدو الصهيوني لقمع شعوبها.

من بظنكم يمكن ان يُسكت آلات الإعلام المضادة الحاقدة في محيط فلسطين، غير كتائب القسام بأفعالها البطولية بقدرتها على التضحية باستعدادها للبذل بمباغتتها للعدو، لا تستغربوا ان من يعاديهم طال عليه الأجل أم قصر ان أمره سينكشف فهو اما ذنب للعدو أو احد خدامه، أننا أمام نظرية بشرية جديدة، عنوانها كتائب القسام معنى المقاومة.