القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

ملامح المشروع الوطني السليم

ملامح المشروع الوطني السليم

صالح أبو ناصر- طرابلس

قبل الحديث عن مقومات المشروع الوطني السليم لا بد من مسلمات يبنى عليها, لأن عدم الإيمان بهذه المقدمات لا يمكن أن يؤدي لنجاح هذا المشروع بغض النظر عن الإمكانات التي يمكن أن يتمتع بها لاحقاً, لأنه قد ينهار لعدم قدرته على الصمود والتحدي والقتال حتى النهاية. وهي عبارة عن المقدمات الوجدانية أو النفسية التي تسبق المقومات التي تتبعها وهي المقومات السياسية والإعلامية والعسكرية والاجتماعية والمالية وغير ذلك...

المقومات النفسية

الشعب الذي يرزح تحت الاحتلال والاستعمار عليه أن يعتقد أنه في سبيل نيله للحرية والكرامة واستعادة الأرض أن يؤمن بالضريبة التي سيقدمها لتحقيق هدفه. فعليه أن يقدم قوافل الشهداء التي ستكون وقودا تحرك الجماهير الرافضة للذل, وأن يثبت أمام الضربات التي يتلقاها من ضرب البيوت وتهجير ساكنيها والاعتقال والقتل والتضييق بكافة أشكاله. وعدم الانجراف أمام المحاولات الالتفافيه من قبل ضعاف النفوس الذين لا يريدون تقديم الغالي والنفيس وهمهم التفكير في بطونهم والتسلق على ظهور العباد بالإعلام ليس إلا.

المقومات السياسية

المقومات السياسية تعني بأن يكون هناك استراتيجية تشمل الدفاع على المستوى السياسي عن الأرض والإنسان, من خلال منظومة من الساسة أصحاب العقول الفذة والتي تتمتع بالحنكة في التعامل مع العدو الذي يتعنت ويتصلب في مواقفه لأن اللعبة السياسية هي لعبة مواقف ومن يتمسك بمبدئه ويمتلك القدرة على القتال حتى النهاية سياسياً هو المنتصر, ولكن هذه المواقف لا بد من مبادئ تحكمها وتدير أمورها وتكون بمثابة ما يسمى في الدول العصرية "المحكمة الدستورية العليا".

المقومات الإعلامية

وهي إن فقدت لن يستطيع السياسي أن يقدم رؤيته للقضية ولا حتى أن يظهر رأيه في الأحداث ومزاحمة إعلام العدو الذي قد ينفرد في الساحة الإعلامية ويضلل ويكذب كما يشاء ولا معقب عليه, والسبب في ذلك عدم وجود إعلام يؤمن التغطية. إذًا المعادلة واضحة وهي أن، الإعلام في خدمة الرؤية السياسية وليس العكس, لأن العكس يفتت الموقف السياسي ويدمره. فلا بد من وجود منصات إعلامية يبنيها ساسة المشروع وفق رؤية العمل السياسي.

المقومات العسكرية

العمل السياسي مع عدم وجود قوة على الأرض لا يمكن أن يحصل على صفر في المئة من الحقوق, لأن العدو قد لا يبالي بما يقوله ويصرح به الساسة من الطرف الآخر. فالعمل العسكري فرض في مواجهة المحتل لأنه بمثابة شوكة في الحلق تعرقل عليه تلقي أنفاسه. وتعتبر القوة العسكرية من صميم قوة العمل السياسي فكلما كانت القوة العسكرية هائلة وضخمة تجعل من الإطار السياسي صاحب قوة وبالتالي يكون صاحب جرأة في أخذ المواقف السياسية الحساسة لأنه سيكون مطمئناً أن لديه عملاً عسكرياً يجبر العدو على التراجع في تحقيق أهدافه.

المقومات الاجتماعية

بموازاة العمل السياسي والعسكري لا بد من هيئة اجتماعية مهمتها إغاثية فقط, تؤمن الحاجات التي يحتاجها الشعب لتدعيم صموده وثباته في وجه ما يتعرض له من هجمات من قبل العدو, والغرض من ذلك إبقاء الناس في أماكنهم لأن رحيلهم بمثابة هزيمة استراتيجية وتقهقر للمشروع. ومن أبرز هذه المقومات بناء مدارس ومستشفيات وأندية.

المقومات المالية

وهي كلمة السر التي إن فقدت يصعب تنفيذ كل الأعمال السياسية والعسكرية والاجتماعية والإعلامية وبالتالي يبقى الحراك يقتصر على الجانب الشعبي, ومع أهميته إلا أن بقاءه بشكله الشعبي التقليدي سيؤدي إلى اليأس من مواصلة التصدي والمواجهة.

المصدر: جريدة البراق