القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 21 تشرين الثاني 2024

ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني في بيروت : الاهمية والأهداف


رأفت مرة / كاتب فلسطيني

انعقد في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم السبت ( ملتقى الحوار الوطني ) ضمن خطة وجهود ( المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ) ، لاحداث إصلاح سياسي ومؤسساتي في العمل الوطني الفلسطيني، ضمن تاريخ الشعب وهويته.

ينعقد الملتقى في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، وما تمثله من أبعاد كارثية ومحزنة ، وايضا ما تمثله من تمسك بالهوية الوطنية والمقاومة والصمود وحق العودة.

وينعقد المؤتمر في ظل ارتفاع مستوى مقاومة الاحتلال في القدس و غزة والضفة ، والأراضي المحتلة عام 1948.

وهذا برز مع تطور أداء الأجنحة العسكرية وتحسن قدرة المقاومة على إدارة المعركة والحاق خسائر كبيرة بحق الاحتلال.

ومع ارتفاع مستوى التهديدات الصهيونية وتعاظم الارهاب الإسرائيلي ، وهذا يتمثل في مخططات حكومة الاحتلال، وجرائم الاغتيال والطرد والاعتقال والترحيل والاعتداء على الأقصى.

ويأتي الانعقاد في ظل الشلل السياسي للسلطة الفلسطينية، وانهيار كل مخططات إقامة الدولة الفلسطينية، والرعاية الدولية للمفاوضات ، وانحسار دور السلطة أساسا في التنسيق الامني مع الاحتلال، وما يخلفه من آثار كارثية على العمل الوطني الفلسطيني.

كما ينعقد الملتقى بعدما تعرضت ولا تزال قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى مخطط للتصفية وانهاء خدمات الاونروا ، في حين يعيش اللاجئون أصعب الظروف الاقتصادية والاجتماعية، لكنهم يصرون على دورهم التاريخي الاستراتيجي في المقاومة والمشاركة السياسية والتمسك بحق العودة ، ويصمدون في مخيماتهم لهذا الهدف.

كذلك يأتي انعقاد الملتقى على أبواب الذكرى ال 30 لاتفاق أوسلو الكارثي ، الذي الحق ضررا بالغا بحق القضية الفلسطينية وثوابتها ، ومنح الاحتلال مكاسب استراتيجية كبيرة.

يهدف الملتقى إلى صياغة رؤية وطنية استراتيجية جامعة ، تجمع اكبر قدر ممكن من القوى والشخصيات الوطنية داخل فلسطين وخارجها ، واحداث تطوير نوعي ، في العمل الوطني الفلسطيني، يضع حدا للتنازلات الخطرة التي قدمتها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، واخلال بالثوابت الوطنية الفلسطينية، بشكل هدد مكونات القضية الفلسطينية، وضرب مقومات الوحدة.

ويهدف الملتقى إلى تطوير الية المشاركة في القرار الوطني الفلسطيني، وانهاء الاحتكار وتوسيع دائرة التمثيل ، خاصة لجهة إشراك اللاجئين الفلسطينيين في الخارج.

لقد اجمعت الكلمات والمداخلات كما نصت الرؤية الاستراتيجية المقترحة على : تصد للاحتلال ومقاومة نشطة ومؤثرة ، وشراكة وطنية وتكامل في الأدوار، بين ساحات الوجود الفلسطيني، بما يعزز وحدة الشعب ، وقدرته على خوض معركة التحرير والمواجهة الشاملة ، مع الاحتلال الإسرائيلي، وبناء منظومة علاقات واسعة ، لاسناد الشعب الفلسطيني.

وتبقى أمام الملتقى تحديات كثيرة أهمها : الوصول لأكبر شريحة من المجتمع الفلسطيني في الداخل والخارج واقناع الرأي العام الفلسطيني بهذه الرؤية، وإمكانية تغيير السلطة الفلسطينية قناعتها بسلوكها الفاشل والانتقال إلى موقف فلسطيني جامع.

خلاصات :

يمثل انعقاد الملتقى في هذه الظروف في بيروت ، فرصة سياسية ويعطي حيوية وديناميكية للعمل السياسي الفلسطيني، على اساس الوحدة الوطنية والمقاومة والتمسك بحق العودة..

وهذا يكمل صورة المشهد الفلسطيني : أغلبية فلسطينية تتمسك بالوحدة والمقاومة وتطوير أداء المؤسسات كي توقف حالة الانهيار الذي احدثته كارثة التسوية ، وتتكامل مع صمود ومقاومة شعبنا وتضحياته ، للوصول إلى هدف التحرير والعودة ، في وقت يشير الاحتلال نفسه انه على شفى الانهيار والتلاشي.