من غزة للشيخ تميم بن حمد
حسام الدجني
بعد أسر الجندي جلعاد شاليط في يونيو/2006م قصفت قوات الاحتلال محطة توليد
الكهرباء بغزة، ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا يعاني قطاع غزة أزمة انقطاع التيار
الكهربائي، إذ تصل الكهرباء إلى بيوت قطاع غزة 12 ساعة يوميّاً في أعلى تقدير، ويبقى
سكان القطاع غارقين بالظلام، ويكتوون بحرارة الصيف، وبرودة الشتاء، ويعاني الطلاب أزمة
حقيقية أثرت على تحصيلهم الدراسي، ووضعهم النفسي والاجتماعي، إضافة إلى أن عشرات القتلى
توافهم الله إثر حرائق نشبت بمنازلهم؛ جراء استخدامهم للشموع أو مولدات الطاقة.
لن أطيل في سرد معاناة قطاع غزة التي لامسها بشكل حقيقي ومباشر سمو الأمير
الوالد، وسمو الشيخة موزة، وقررا حينها تقديم دعم سخي للقطاع، وبدأت فعلاً باكورة تلك
المشاريع على الأرض، ولم تكن أزمة الكهرباء بعيدة عن العقل القطري، وعن نبض الشيخ حمد؛
فقد قرر إرسال آلاف الأطنان من الوقود اللازم لتشغيل محطة التوليد، ولكن _يا للأسف_
لم تنته تلك الأزمة حتى اليوم، وبعد وصول سموكم إلى الحكم استبشر أهالي قطاع غزة بالخير،
وعندها حاولت البحث عن أسباب الأزمة، وتواصلت مع نائب رئيس سلطة الطاقة م.فتحي الشيخ
خليل؛ للوقوف على أهم العقبات التي تقف أمام حل الأزمة، فأبلغني بأن المشكلة تتوقف
على تأمين مبلغ شهري قيمته (10-15) مليون دولار، هذا المبلغ كفيل بحل الازمة كليّاً
على مراحل، إذ من المقرر أن تجتمع سلطة الطاقة برام الله وغزة مع الاحتلال يوم
9/9/2013م؛ للبحث في تطوير الخط الواصل من الكيان العبري إلى غزة على جهد (161 كيلو
فولت)، وكان قد أعلن الاحتلال استعداده إلى توفير حاجة القطاع من التيار الكهربائي
التي تبلغ (300-350 ميجا وات)، وتكلف فاتورتها ما يعادل 30 مليون دولار، تستطيع شركة
توزيع الكهرباء تحصيل (15-20) مليون دولار شهريّاً من المواطنين، ولكن يبقى عجز مالي
يقدر بـ(10-15) مليون دولار، وهنا نبرق لمعاليكم برسالة من شعب فلسطين، ومن أهل قطاع
غزة بأن يكون موضوع حل أزمة انقطاع التيار الكهربائي على جدول أعمالكم، وأتمنى على
الله أن يوفقكم لما فيه الخير.