رافت مرة/ كاتب فلسطيني
ليس الزمن بعيدا، بين مجزرة صبرا
وشاتيلا قبل 42 عاما في 16 أيلول/ سبتمبر 1982، وبين عملية طوفان الأقصى المباركة
في 7 أكتوبر 2023..
ليس الزمن بعيدا،بين مرحلة شهدت
الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وخروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان،
وبين عملية بطولية نفذتها كتائب القسام وقوى المقاومة، ضد قواعد ومعسكرات الاحتلال
الإسرائيلي في محيط قطاع غزة.
هذه العملية التي احدثت تصدعات هائلة
في الكيان الصهيوني، سوف تظل متواصلة حتى زواله.
ليس الزمن بعيدا بين مخيم صبرا
وشاتيلا، حيث دخل المجرمون القتلة من جيش الاحتلال والميليشيا اللبنانية، وارتكبوا
مجزرة ضد المدنيين والابرياء والعزل، وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب
مجازر ضد اهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية، ويقتل ويدمر الممتلكات، ويهجر ويعتقل.
لا فرق بين الزمنين من حيث الصمود
والتضحيات الفلسطينية والآلام والمعاناة.
الفرق هو ان الاحتلال الإسرائيلي الذي
ظن انه سيقضي على الشعب الفلسطيني عبر اجتياح لبنان عام 1982، وسيقضي على القضية
الفلسطينية، ويسحق المقاومة، هذا الاحتلال يعيش اليوم أسوأ كوابيسه وازماته
تتعمق،وجميع قادته يتحدثون عن الاخفاق والفشل، ويتحدثون عن انهيار الكيان.
منذ صبرا وشاتيلا إلى اليوم انتقلت
المقاومة نقلات نوعية، وزادت قوتها السياسية والعسكرية، وازداد الالتفاف الشعبي
حولها،وصار العالم يتحدث أكثر عن ضرورة منح الفلسطينيين حقوقهم.
هذا الحق تحميه اليوم المقاومة وتصونه
تضحيات شعبنا في كل مكان، الذي اثبت انه موحد خلف المقاومة ومطالبه في التحرير
والعودة.
الدم واحد،في غزة والضفة والقدس
والخارج، والمقاومة واحدة، والشعب الفلسطيني دخل مرحلة تحرر والاحتلال إلى زوال.