من يسعى إلى «الأمن المفقود» في صيدا ومخيماتها؟
بقلم: محمد صالح
تشير المعطيات السياسيّة والأمنية إلى أن هناك من يسعى إلى حالة من «الأمن
المفقود» في صيدا ومخيماتها. فالأوضاع الأمنية في هذه المنطقة غير مطمئنة بعد أن
بات أي إشكال أو خلاف شخصي، مهما كان حجمه، يتحوّل الى اشتباك امني بمفاعيل
سياسية.
وتلحظ مصادر صيداوية أن كلّ إشكال بات يحصل اليوم صار يترافق مع ظاهرة
إطلاق النيران في الهواء والدعوة إلى حشد انصار قوة سياسية حزبية إسلامية، واتخاذ
مواقف عالية النبرة، مستغربةّ «تكبير حجم أي إشكال في المدينة وتضخيمه من قبل قوى
سياسية وازنة، وان هذا الامر بات ينعكس على الوضع الاقتصادي لصيدا بشكل سلبي، خاصة
في شهر رمضان».
وتؤكّد أن «هذا الوضع يعتبر طارئا على الأجندة الصيداوية منذ أفول نجم حالة
الشيخ المتواري احمد الاسير، غير أنه يهدد الأمن السياسي والاجتماعي للمدينة، خاصة
انه يحصل في احياء مكتظة ومتنوعة سكانياً، على غرار ما حصل في حي الزهور ثمّ في
محلة الشرحبيل من حادث مماثل ما زالت المدينة تعاني من تداعياتهما».
وتتساءل المصادر «هل هناك من ضغط على كبسة الزر حتى تعرض الوضع الامني في
صيدا لما يتعرض له حاليا، خاصة انه ترافق مع محاولة اغتيال احد الناشطين
الفتحاويين وقعت في عين الحلوة قبل يومين بعد حالة من الهدوء وعدم وقوع اية
اغتيالات في المخيم منذ اكثر من شهرين ونصف شهر؟.. فهل من ترابط بين ما يحصل في
صيدا وعين الحلوة وصولا الى طرابلس في الشمال وما يجري في العراق من أحداث؟».
القوة الأمنية
الى ذلك، ما زال موضوع انتشار القوة الامنية الرادعة في عين الحلوة بين اخذ
ورد. وبالرغم من حجز كل المواعيد والايام لهذا الانتشار الموعود في روزنامة
المخيم، فانه لم يبصر النور، مع ان الدولة اللبنانية قدمت كل الضمانات المطلوبة
رسمياً وقانونياً وقضائياً لرعاية عمل ومهمات عناصر القوة الأمنية.
وتؤكّد مصادر فلسطينية عقد «اللجنة الأمنية المشرفة على انتشار القوة
الامنية» اجتماعاً في «قاعة زياد الأطرش» في عين الحلوة بمشاركة اكثر من 100 عنصر
من عناصـر القوة الامنية مع ضباط القوة.
وتلفت الانتباه إلى أنّ الاجتماع حسم مسائل كثيرة على صعيد انتشار القوة
الذي لن يطول لأكثر من أيّام قليلة بعد أن أُعطيت التوجيهات اللازمة للعناصر
والمهمات المنوطة بها. في حين بقيت قضايا خلافية عالقة من بينها: «هل ستنتشر في كل
احياء وزواريب المخيم؟ وهل مسموح لها الانتشار في أحياء محددة من المخيم أم ممنوع
عليها ذلك؟ وهل ستتسلّم كل الحواجز بما فيها حاجز مخيم الطوارئ؟».
وتتساءل أيضاً عن سبب عدم شراء الزيّ العسكري الموحد لعناصر القوة، كما انه
لم يتم تزويدها بالوسائل الفنية واللوجستية المطلوبة واجهزة الاتصال والسيارات
وغيرها، مذكرةً بأن مسألة تمويل القوة الأمنية قد حسمت ومع ذلك لم تتم عملية
استئجار المقرات والمكاتب لها.
وفي سياق متصل، جال وفد قيادي من حركة «حماس» برئاسة ممثلها في لبنان علي
بركة على كل من رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، وإمام «مسجد
القدس» في صيدا الشيخ ماهر حمود ومسؤول «تيار الفجر» عبد الله الترياقي في صيدا.
وأكدت «حماس» ضرورة الحفاظ على الهدوء والاستقرار والسلم الأهلي داخل
المخيمات وفي محيطها، وأهمية نشر القوة الأمنية الفلسطينية داخل مخيم عين الحلوة».
بدوره، أشار البزري إلى أنّ «استقرار عين الحلوة جزء لا يتجزأ من استقرار
صيدا ومنطقتها، ولأن الأمن اللبناني والفلسطيني متداخل ولا يمكن تجزئته»، داعياً
إلى تسهيل انتشار القوة الأمنية في المخيم».
المصدر: السفير