من يوقف وكالة الغوث عند حدها؟
إسماعيل الثوابتة
كثير من الناس ينظر إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أنها وكالة مستقلة تماما وأنها لا تتدخل في الشئون الداخلية لأي بلد كان، وكثير من الناس ينظرون إليها بحسن نوايا، وكثير من الناس يغفلون عما تقوم به وكالة الغوث من تدخلات سافرة وقذرة وصلت حتى إلى المساس بأحكام الله عز وجل والمساس والطعن مباشرة في آيات القرآن الكريم، وربما تتجرّأ في مراحل قادمة على أكثر من ذلك إن لم تجد أحدا يردع ويزجر ويحاسب المسئول عن ذلك.
في المرة السابقة كتبت مقالا عن بعض تجاوزات مدير الوكالة السابق جون كينج وعاتبني بعض الزملاء الصحفيين والإعلاميين وقالوا لي أن الرجل يخدم القضية الفلسطينية وأنه لا يجوز انتقاده بهذه الصورة اللاذعة، وكنت أقول لهم أن هؤلاء يطبقون سياسة وقحة تهدف إلى تفريغ قضية اللاجئين من مضمونها أساسا، كما أننا شهدنا مؤخرا الوكالة قلبت اسمها ليصبح وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، وهو طبعا التفاف على قضية اللاجئين ومحاولة تذويبها، وهذه قضية أخرى، ولكن أنّى لهم ذلك.
واستكمالا لكلامي السابق والذي أؤكد فيه أن هناك من لديهم نوايا خبيثة في وكالة الغوث الدولية وبالتأكيد فإنهم بالتأكيد يتقاضون على ذلك امتيازات ورواتب ومكافآت في سبيل تحقيق ما يصبون إليه من مخططات ترمي إلى زعزعة ثقة اللاجئين الفلسطينيين حتى في دينهم وقرآنهم.
اليوم نريد أن نوضح لكم مصيبة حدثت في امتحانات تلاميذ المدارس التابعة لوكالة الغوث وتحديدا في مادة حقوق الإنسان للصفين الخامس والثامن، حيث إنه وفي مادة حقوق الإنسان للصف الخامس وتحديدا الفقرة الرابعة من سؤال الصح والخطأ في السؤال الأول، حيث تقول العبارة: "من حقي أن أمارس حقوقي وأحميها وأدافع عنها بكل الوسائل" طبعا الإجابة النموذجية لدى الوكالة تقول أن هذه العبارة خطأ وبطبيعة الحال فإنهم يريدون من وراء ذلك إلى تجريم من يقاوم ويدافع عن أرضه وحقوقه الفلسطينية المسلوبة بكل الوسائل حتى لو كانت هذه الوسائل السلاح وهو ما أجازه القانون الدولي الإنساني أصلا (حق مقاومة الاحتلال) فهم يرمون من وراء ذلك إلى تطبيع العلاقات مع (الجانب الإسرائيلي) وتعليم التلاميذ وتدريبهم على قبول "الآخر"، وهذه جريمة تسجل بحق المشرفين الفلسطينيين على مواد حقوق الإنسان قبل غيرهم من الأجانب، حيث يستخدم هؤلاء كأوراق وكأدوات وكأحجار شطرنج يقلّبها الأجانب كما يشاءون للأسف الشديد.
أما المصيبة العظمى والكارثة بل والطامة التي تجرّأ عليها رئيس برنامج التربية والتعليم ومركز التطوير التربوي وفي مقدمتهم المشرف على مادة حقوق الإنسان في وكالة الغوث؛ هو ما ورد في اختبار نهاية الفصل الثاني لمادة حقوق الإنسان أيضا في الصف الثامن حيث جاء في السؤال السادس الموجه للتلاميذ فيقول السؤال: "ما العواقب المترتبة على الانتهاكات التالية: *التمييز بين الذكور والإناث في الميراث؟" وهنا يريد فيلسوف مادة حقوق الإنسان في وكالة الغوث أن يوجه الطلبة انتقادا وطعنا لكلام الله تعالى ولحكم الله تعالى في الميراث ومحاولة تسريب لعقل الطلبة أن الله عز ووجل ظالم في الميراث وأنه من الظلم أن يكون للذكر مثل حظ الأنثيين حيث قال تعالى:" .. فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ .." (176) سورة النساء؟!!!. وإننا نستغفر الله على ذلك أيها المشرفون على دائرة المناهج في وكالة الغوث الدولية، وأيها المشرف على مادة حقوق الإنسان في الوكالة، ونطلب منكم أن تتراجعوا فورا وعلانية عن هذه الجرائم التي ترتكبونها بحق الدين الإسلامي وهذا الطعن الواضح والصريح في القرآن الكريم. (مرفق صورة توضيحية لأسئلة الاختبار). إنه يجب عليكم أن تعلنوا خطأكم أمام الناس وتعلنوا توبتكم عن هذا التجاوز الخطير، وأن توقفوا عملية العبث في المناهج وأن توقفوا العبث بعقول التلاميذ، لأنكم مستأمنين على هذا الجيل.
إننا نستنكر هذه التجاوزات الخطيرة بحق ديننا الإسلامي الحنيف التي ترتكب علانية، ونؤكد بأن مصائب وكالة الغوث ستستمر وستتواصل خلال السنوات القادمة إن لم يقف أحد أمام الوكالة ليردعها على مصائبها المتوالية التي وصلت إلى حد المساس بالدين الإسلامي الحنيف!.
وحتى لا يفهمني البعض أنني أدعو إلى الاعتداء الجسدي على الوكالة أو على من يتحملون المسئولية عن هذا العبث، فإنني أؤكد بأن المحاسبة لا نقبل بأن تكون معاقبة جسدية مطلقا، ولكن يجب أن تتم محاسبتهم بطرق أخرى، وهنا فإننا نطالب الحكومة الفلسطينية في غزة ممثلة بدولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية ومعالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور أسامة المزيني بالتدخل الفوري والعاجل من أجل وقف هذه التجاوزات الخطيرة التي تقوم بها وكالة الغوث بحق ديننا الإسلامي وانتهاكها وطعنها في القرآن الكريم وفي آياته المحكمة، لأننا لن نسمح أبدا بأن تستمر هذه الانتهاكات، كما أننا نطالب وزارة الأوقاف والشئون الدينية أن يكون لها دور بارز وواضح تماما في مراقبة مثل هذه التجاوزات الخطيرة، ويجب كذلك بأن يتوقف العابثون بعقول التلاميذ!، وستبقى أقلامنا ترميهم حتى يعودوا إلى صوابهم!.