القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

منظمة التحرير التي نريد

منظمة التحرير التي نريد

بقلم: مشهور عبد الحليم

النكبة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني عام 1948 والمجازر التي ارتكبنتها العصابات الصهيونية دفعته الى اللجؤ الى كل من لبنان وسوريا والاردن و الضفة الغربية وقطاع غزة أحدثت مأسآة كبيرة وحالة من التشرد والضياع دفعت بضرورة تشكيل كيان سياسي يحتضن قضية الشعب الفلسطيني، في ظل ظروف بالغة الدقة والخطورة، فبعد الخروج من الحرب العالمية الثانية وسيطرة قوى الحلفاء المستعمرون الجدد وتقسيم الوطن العربي من خلال اتفاقيات سايكس بيكو، كان العرب كل منهمك بحاله ووطنه، وبعد خوض معركة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ازداد الاضطراب والتفكك وتعاظم جلب اليهود للاستيطان في فلسطين، كان الامر دافعا لعقد المؤتمر الاول لجامعة الدول العربية عام 1964 الذي تم فيه الاتفاق على انشاء منظمة التحرير الفلسطينية لتكون الكيان السياسي المعبر عن ارادة وتطلعات الشعب الفلسطيني والمطالب بحقوقه، وخلال المؤتمر تم تكليف احمد الشقيري لرئاسة المنظمة لكونه ممثل فلسطين في الجامعة العربية وطلبت الجامعة من الشقيري الاتصال بالشخصيات الوطنية الفلسطينية والاعداد لعقد مؤتمر فلسطيني وبالفعل عقد المؤتمر الاول في القدس في 2/6/1964م ونتج عنه قرارات اولها انتخاب احمد الشقيري رئيسا لها وتم تشكيل مجلس وطني يمثل كل اطياف الشعب الفلسطيني ومن ثم يقوم المجلس بانتخاب اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فكان من اولويات المنظمة اعادة بناء الشخصية الوطنية ومتابعة هموم الشعب في الداخل والشتات ولم يكن الامر يسيرا على المنظمة فقد انتزعت شرعيتها واخذت اعترافا عربيا ودوليا، وفي بداية التأسيس لم تكن المنظمة لتضم في صفوفها ايا من الفصائل الفلسطينية.

وفي العام 1968 بدأت التدخلات في كيفية ادارة المنظمةالتي احدثت تحولات في المنظمة بضغط من الرئيس جمال عبدالناصر المطالب بادخال فصائل العمل الفدائي التي انتهجت الكفاح المسلح طريقا لتحرير فلسطين وفي منتصف شباط 1968 عقدت المنظمة اجتماعا لها في القاهرة وكانت الجلسات صاخبة دفعت باحمد الشقيري لتقديم استقالته، بومها تم استلام المنظمة من قبل قادة العمل الفدائي وعليه فقد استحوذت حركة فتح على قيادتها في اطار ائتلاف وطني ضم كل من حركة فتح – الجبهة الشعبية – الصاعقة – جبهة النضال – الجبهة الشعبية القيادة العامة – وغيرهم من الفصائل.........الخ) وقد شكلت كل من حركة فتح والصاعقة والجبهة الشعبية ثلاثية اساسية في المنظمة .

فمنذ البداية سيطرة حركة فتح على المنظمة ومؤسساتها ومقدراتها المالية واخضعتها لرؤيتها السياسية تحت عنوان( ديمقراطية غابة البنادق).

التي أسست الى فوضى وصرعات فلسطينية داخلية تنقلت من ساحة الى اخرى واصطفافات محورية ما كانت تصب في صالح القضية الفلسطينية بل أكسبتها عداوات عربية دفع الشعب الفلسطني ثمنا غاليا لتلك السياسات المتهورة، وبعد توقيع اتفاق اوسلوعام 1993 الذي كان بمثابة صاعقة وزلزال حط على الشعب الفلسطيني اعقبه انشقاقات وانقسامات نتيجة للتخلي عن المنظمة وتهميشا لدورها كمؤسسة جامعة للطيف السياسي الفلسطيني وتجاهل لتضحيات الشعب الفلسطيني وهذا التعامل لحق ايضا بالفصائل المنضوية في اطار المنظمة الذين همش دورهم منذ السبعينيات.

وفي عام 1996 تم شطب بعض من بنود ميثاق المنظمة خصوصا المتعلقة بالكفاح المسلح والمنادية بتحرير كامل التراب الفلسطيني والبنود المتمسكة بحق العودة للاجئين.

وبعد مضي 20 سنة من المفاوضات أقر أهلها(المنظمة) انها كانت فاشلة ولم تحقق اي مكاسب جوهرية لصالح الشعب الفلسطيني، بل احدثت انقساما سياسيا وجغرافيا عميقا عندما تم التمرد على نتائج الانتخابات التشريعية، وما بين عام 2006 الى يومنا هذا بذلت جهود و محاولات عربية كثيرة لانهاء الانقسام ومن اجل رأب الصدع داخل الصف الفلسطيني،الا ان بعض الشخصيات النافذة في حركة فتح كانت تعرقل كل التفاهمات .

وان من اهم بنود المصالحة التي تم التوقيع عليها في القاهرة عام 2005 و في عام 2011 هو اعادة بناء وتفعيل منظمة التحريرالفلسطينية

المنظمة التي نريدها ان تكون البيت الحاضن والجامع لاطياف الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وتكون مؤسسة الوحدة الوطنية والمشرفة على السلطة، منظمة تفعل كافة المؤسسات التابعة لها من خلال شراكة فاعلة لكافة القوى والفصائل والشخصيات الوطنية .

ومن خلال المعطيات والمتغيرات التي حصلت في الساحة الفلسطينية وبروز حركتي حماس والجهاد الاسلامي ولا سيما حركة حماس ذات الحضورالشعبي والمؤسسي وعمقها العربي والاسلامي ودورها الرئسي في المقاومة والتي قدمت قادتها شهداء، من هنا نقول انه يتوجب على قادة حركة فتح قرأة الواقع والاقلاع عن سياسة انا أو لا أحد والكل من خلفي، فمنظمة التحرير الواحدة الموحدة بكافة الفصائل الفلسطينية والمفعلة لكل مؤسساتها هي أقوى في مواجهة الاحتلال وسياسة التهويد والاستيطان وحماية حق الشعب في المقاومة ضد الاحتلال.

- نريد منظمة تؤمن بالشراكة والتوافق وتحفظ الحقوق والثوابت الوطنية وعلى رأسها التمسك بالقدس وحق عودة الاجئين الى ديارهم التي هجروا منها.

- نريد منظمة تفعل دوائرها التعليمية والصحية والشؤون الاجتماعية ودائرة شؤون العائدين .....الخ كونها ممثلة لكل الشعب الفلسطيني.

- نريد منظمة تحفاظ على الهوية الفلسطينية وترفض كل اشكال التوطين والوطن البديل أو التهجير ....

- نريد منظمة تحرير لفلسطين كل فلسطين.