القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

موقف حماس من اغتيال عرفات ليس للمتاجرة

موقف حماس من اغتيال عرفات ليس للمتاجرة

مصطفى الصواف

الحب والكراهية ليست مسالة شخصية ، والإنسان كانسان له كينونته واحترامه، ولكن المعيار في الحب والكراهية متعلق بالوقف من القضايا الكبرى لأنها هي التي تحدد قرب أو بعد هذا الشخص ودرجة الاهتمام به والالتقاء معه أو مفارقته.

هذه القاعدة التي تحكم علاقة حماس بالآخرين، فحب حركة حماس وكراهيتها من الأشخاص ليس له علاقة بجمال أو مواصفات ولكن بمدى قرب هذه الشخصيات بالقضايا الوطنية وتمسكها بالحقوق والثوابت، ياسر عرفات كإنسان وكفلسطيني وكوطني له احترامه وتقديره لدى حركة حماس طالما أنه حافظ على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني ودافع عنها وتمسك بها ورفض التنازل عنها، ولكن لحظة أن تخلى عن هذه الثوابت والحقوق وأنخرط في اتفاق أوسلو والاعتراف بالعدو الصهيوني وملاحقة المقاومة بات الموقف منه موقف مخالف والخلاف في السلوك السياسي وليس في شخص عرفات.

ولكن هذا الموقف أختلف عندما رفض المرحوم عرفات التنازل عن القدس خلال اللقاء في منتجع كامب ديفيد بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون ورئيس الوزراء الصهيوني السابق ايهود بارك وعرفات والذي اعتبره البعض إضاعة للفرص واتهموا عرفات بسوء التقدير وعدم الفهم للمصلحة العامة، عندها بات موقف عرفات مقدرا من قبل حماس وأخذت العلاقات الوطنية مع عرفات في ذلك الوقت تأخذ طابعا مخالفا ووقفت حماس إلى جواره في موقفه الذي اعتبر في ذلك الوقت موقفا وطنيا فكانت جرعة الحب والمودة كبيرة والعلاقة الجديدة بنيت على أساس المصلحة الوطنية العليا وليس على أساس حب أو كراهية شخص عرفات.

هذا الموقف الوطني من ياسر عرفات كان مقدرا من قبل حركة حماس التي تعتبر أن هذا الموقف كان يقف خلف قرار التخلص من عرفات لتمرير مشروع التفريط الذي يجري التفاوض عليه بين محمود عباس والاحتلال الصهيوني وكان قرار الاغتيال عبر تقنية السم والتي لا نشك أن من زود المجرم بها هي (إسرائيل) خاصة أن هناك مصالح تلاقت بين إسرائيل ومنفذي جريمة الاغتيال عبر دس السم لياسر عرفات كي يموت ببطء شديد ويعتقد أن سبب الموت هو الكبر في السن وتردي الحالة الصحية المصاحبة لذلك؛ ولكن أعراض المرض أوشت بأمر آخر وكانت تدور حولها الشكوك وحاولوا المستفيدون من جريمة الاغتيال طمس الحقيقة وإخفاء الجرم ودفن عرفات ودفن سر موته حتى لا يدان هؤلاء بالجريمة ويصلون إلى ما وصلوا إليه حتى يحققوا الحلم الصهيوني الذي يتفاوضون على إخراجه من خلال طاولة المفاوضات.

بعد هذا الموقف من قبل عرفات في منتجع كامب ديفيد تحول عرفات إلى رمز وطني وحماس تدافع عن الرموز الوطنية وتعتبر عرفات شخصية فلسطينية عامة من حق الجميع أن يبحث عن سر موته وحقيقة الجريمة التي ارتكبت بحقه ومن يقف خلفها لذلك هي تطالب اليوم بضرورة الكشف عن قتلته وهذا الموقف لحماس ليس للمتاجرة أو تحقيق مكاسب على الأرض لأن ذلك لن يضيف لها كثيرا على الصعيد الشخصي بقدر ما يكشف الحقيقة التي يتقدم من يتاجر اليوم بالقضية لأنه هو المستفيد من جريمة الاغتيال.

لذلك حركة فتح مطالبة اليوم أن تقف وقفة جادة بعد الصمت غير المبرر على جريمة الاغتيال والانشغال في مناكفات جانبية سواء كانت داخلية أو خارجية مع حماس أو غيرها من القوى الفلسطينية، حركة فتح مطالبة بالدفاع عن مؤسسها وقائدها ورمزها من خلال الكشف عن جريمة الاغتيال وليس من باب التباكي وطي هذه القضية دون محاسبة الفاعلين والمجرمين الذين ارتكبوها وان يتم الكشف عن من دس السم ومن شكل غطاء لهذه الجريمة ومن صمت عليها ومن أراد إخفائها كي يضرب بعد ذلك حركة فتح في بعضها البعض حتى يبقى هو سيد الحركة والمتحكم بها يبعد هذا ويقرب هذا حتى يخفي الحقيقة والتي سيتم الكشف عنها لأنه يبدو أن من قرر التخلص من عرفات بالاغتيال وعبر دس السم يريد الآن أن يتخلص من قتل عرفات ولكن بشكل مختلف وأداة مختلفة ولكن بعد أن يوقع على ما تريد إسرائيل أن تحققه من هذه المفاوضات ثم يتم الكشف عن القاتل الحقيقة سواء بشكل مباشر أو بالإيحاء وإلقاء الأدلة بين يدي من يبحث عن الحقيقة.

لن يطول كثيرا اختفاء سر اغتيال عرفات وسيتم الكشف عن من نفذ الاغتيال سواء ممن بقوا داخل فلسطين أو خرجوا منها، وارض فلسطين كما يقولون لا تحتفظ في باطنها بالخيانات والجرائم وستكشف عن المجرمين في الوقت المناسب وسينال القتلة عقابهم الذي لن يفلتوا منه.