القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

موقف طريف

موقف طريف

بقلم: حسن خالد

من المواقف التي مرت علينا نحن الفلسطينيين في العراق هي ان الاخوة العراقيون كانوا يعتقدون ان الفلسطيني في العراق يتقاضى راتب شهري يقدر 300$ شهرياً وكان هذا زمن الرئيس الراحل صدام حسين وكانت 300$ مبلغ كبير جداً والذي عاش بالعراق يعرف ماذا يفعل هذا الرقم ايام صدام وان الفلسطينيين في العراق يسكنون القصور ولا يعملون لان كل ما يحتاجونه يجدونه بين ايدهم دون تعب، وفي احدى جلساتي مع اصدقائي بالكلية جرى حديث عن هذا الموضوع وكان هناك اصرار من الاصدقاء ان الموضوع حقيقة وليس كلام فقلت لهم جيد انا ادعوكم يوم غداً لتناول الغداء في بيتي التي هو في مخيلتهم قصر من قصور اللاجئين الفلسطينين في العراق، وبالفعل اتفقنا على الموعد وحظر الاصدقاء الى قصرنا المتواضع والذي هو في احدى مدارس منطقة حي السلام( الطوبجي) والتي يسكن فيها ما يقارب 10 عوائل، وعند وصول الاصدقاء الذين كانوا يتوقعون سيدخلون على قصر من قصور الرئاسة في العراق ولكن سرعان ما تحول الحلم الى واقع وذلك عندما شاهدوا ان من اجل ان ادعوهم للغداء اضطررت لمغادرة اهلي من البيت الذي هو عبارة عن غرفتين وحمام في قلب المطبخ، وان البيت الكبير الذي هو عبارة عن مدرسة قديمة والصفوف اصبحت غرف للعوائل وكان داخل البيت الكبير فروع كثير يصعب على من يدخلها من الخروج، و رويت لهم كيف دخل حرامي على المدرسة ولم يستطع الخروج فنادى في وسط المدرسة(انا حرامي بس طلعوني من اهنا) وبعد الغداء كنت ارى في وجوههم الاستغراب وانهم في صدمة مما قد شاهدوه ليسألني بعد ذلك أحد الاصدقاء اذا كان هذا صحيح ماذا كنا نسمع ! فقلت مبتسماً انا لم اسمعك وانما جعلتك تشاهد بنفسك حتى تنقل الصورة بواقعية، وهذه جزء من معاناة فلسطينيي العراق ولو ذهبنا الى ملاجئ الزعفرانية لقلت عن الغرفتين التي اسكن فيها قصر بالنسبة لهم فقال مندهشاً هناك من هو اسوء من هذا فقلت نعم، فتعذر الصديق عن ما قاله بحقي من كلام، وقال هذا ما كان يقال لنا عنكم اخي حسن.

المصدر: رابطة فلسطينيي العراق