نازحو غزّة.. إلى أين العودة؟
بقلم: محمد فروانة
برغم عودة معظم النازحين في مدارس
«الأونروا» والتجمعات السكانية والمساجد وسط المدن في قطاع غزة إلى منازلهم، إلا
أنّ آخرين ما زالوا في مراكز الإيواء التي توفرها وكالة الغوث جراء تدمير الاحتلال
لمنازلهم وعدم توفر بدائل أخرى للسكن.
وفي مدارس «الأونروا» لا تزال
المعاناة مستمرة للنازحين الذين لا تتوفر لهم أبسط مقومات الحياة الآدمية، خصوصاً
أن هذه المدارس غير مهيّئة من حيث المرافق للإقامة فيها.
ويتوزع النازحون على فصول دراسية تم
رفع المقاعد والطاولات منها، بينما يحاولون ممارسة حياتهم الاعتيادية على صعيد
الاستحمام والطعام والنظافة في أوضاع صحية مزرية وفي ظل التحذير من إمكانية انتشار
الأمراض الجلدية المعدية.
إحدى هذه العائلات، عائلة إبراهيم
قديح التي اضطرت للعودة إلى المدرسة نفسها التي لجأت اليها أثناء الحرب، بعدما
وجدت منزلها مدمراً بصورة كاملة ولا يصلح للسكن في شرق خانيونس، لتبدأ مرحلة جديدة
من المعاناة والصعوبات التي تواجهها خصوصاً أنها عائلة ممتدة مكوّنة من الأب والأم
وأربعة أبناء وزوجاتهم وأبنائهم.
وأكد قديح أنه كان يتمنى أن تنتهي
معاناته مع انتهاء الحرب، لكنها كما يبدو ستزداد سوءاً، نظراً إلى أن إمكانية
إعادة الإعمار تحتاج إلى أشهر طويلة وقد تكون سنوات.
وقال في حديث إلى «السفير»: «معاناتي
لن تنتهي أنا وأبنائي هنا، حياتنا كلها تغيّرت بالكاد نستطيع الحصول على الماء،
لقد فقدنا كل شيء من مستلزمات المنزل بعدما دمرته قوات الاحتلال، ولا يوجد لدينا
سوى الملابس التي نرتديها».
وتساءل قديح «هل سيُكتب علينا الشقاء
والمعاناة إلى ما لا نهاية؟ ولماذا يتفرج علينا العرب والعالم الذي يصف نفسه
بالديموقراطية؟ هل يقبلوا هذا لأبنائهم وشعوبهم؟».
في المقابل، يؤكد المستشار الإعلامي
لوكالة «الأونروا» في قطاع غزة عدنان أبو حسنة، أن الوكالة تبذل جهوداً مضنية في
مساعدة هؤلاء النازحين في مراكز الإيواء.
وفي حديث إلى «السفير» قال أبو حسنة
إن «الوكالة توفر لهم وجبات غذائية ومياه وفراش وأغطية، بالإضافة إلى الرعاية
الصحية والنفسية، وأدوات الطبخ».
ولفت أبو حسنة إلى أنّ 80 ألف نازح
غادروا مراكز الإيواء، معرباً عن أمله في أن تهدأ الأمور أكثر حتى يتمكنوا من
تجهيز المدارس للطلبة، لاسيما وأن الدراسة تبدأ بعد ثلاثة أسابيع مقبلة.
وبرغم حاجات الفلسطينيين الكبيرة،
بعدما وضعت الحرب أوزارها في قطاع غزة، إلا أنّ الجهات الحكومية والأهلية تفتقر
إلى رؤية إستراتيجية للتعامل مع متطلبات المرحلة الحالية والمقبلة، حتى في ظل
إعلان الحكومة الفلسطينية عن تشكيل لجنة وزارية مختصة بإعادة إعمار غزة.
ووفقاً لآخر الإحصائيات، فإن 186 ألف
نازح لا يزالون متواجدين داخل مراكز إيواء «الأونروا» وموزعين على 90 مدرسة في
مختلف مدن قطاع غزة الخمس.
المصدر: السفير