نحو
مجموعات ضغط فلسطينية فاعلة مجموعة
العمل من أجل فلسطيني سورية نموذجا
كريم
عبد الله/ لاجئ نت
تظهر
بين الفينة والأخرى على الساحة الفلسطينية دعوات ونداءات خجولة عبر البيانات وغيرها
من وسائل الإعلام تندد بالصمت الفلسطيني الرسمي تجاه ما يعصف باللاجئين الفلسطينيين
بشكل عام وما يحدث حالياً من تدمير للمخيمات الفلسطينية في سورية وتهجير لسكانها بشكل
خاص، في ظل العجز الواضح للفصائل عن تحييد المخيمات عما يجري في الداخل السوري.
بالمقابل
تعمد الشعوب وبواسطة جماعات معينة في مثل هذه الظروف إلى ممارسة حقها بالضغط على حكوماتها،
لاتخاذ موقف معين من قضية ما على نحو يحقق مصالحها. وبالتالي يتعين على اللاجئين الفلسطينيين
من خلال النقابات المهنية والعمالية والجمعيات والهيئات والنوادي والاتحادات والتجمعات
الفلسطينية التحول إلى جماعات ضغط لإخراج منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية عن صمتها
إزاء ما يحصل مع اللاجئين الفلسطينيين في سورية داخلها وخارجها.
لقد شهدت
هذه الفترة حراكاً مدنياً فلسطينياً قاده مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين في الشتات
يمكن تشبيهه بتلك الجماعات، يستحق تسليط الضوء عليه كتجربة ناجحة ونموذج رائد يمكن
العمل على تعميمه والسعي نحو تحويل "الجماعات" الموجودة على الساحة الفلسطينية
وفي كل أماكن وجود الشتات الفلسطيني القديم والجديد من جماعات صامتة نادبة إلى جماعات
ضاغطة وفاعلة، تمتلك التأثير على المسؤولين وصناع القرار الفلسطيني.
لقد برز
دور مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية رغم بساطة الوسائل والإمكانيات التي تمتلكها
من خلال النتائج التي حققتها للاجئين الفلسطينيين من سورية في عدة أماكن، عندما قامت
بحملة إعلامية لتسليط الضوء على معاناتهم وحولتها إلى قضية رأي عام بدأت تخرج المسؤولين
في السلطة الفلسطينية عن صمتهم تدفع بالناشطين في المؤسسات الدولية للتفاعل معها والعمل
على تقديم الحلول السريعة لمأساة اللاجئين، وخير شاهد على ذلك قضية الفلسطينيين العشرة
- خمسة نساء وأربعة رجال وطفل - الفارين من مخيم السيدة زينب في سورية والمعتقلين في
أوكرانيا منذ شهور أثناء محاولتهم طلب اللجوء هناك في معتقل جرافيتشي بمدينة لوتسك
على بعد 500 كم من العاصمة الأوكرانية كييف، وصفت ظروف اعتقالهم بالمأساوية في ظل تجاهل
تام من قبل المعنيين بمتابعة شؤون أبناء جلدتهم في الخارج أي السفارات، فقامت المجموعة
بإثارة قضية هؤلاء المعتقلين وتواصلت مع بعض المنظمات الاجتماعية والحقوقية التي تنشط
بمجال الدفاع عن حقوق الأجانب في أوكرانية، وخاصة طالبي اللجوء، حيث قامت تلك
المؤسسات بتوكيل محامٍ خاص لمتابعة قضية المعتقلين، الأمر
الذي أحرج قيادة السلطة الفلسطينية فأرسلت سفيرها في أوكرانيا لزيارة المعتقلين والدخول
بوساطة لدى الحكومة الأوكرانية لتحسين ظروف اعتقالهم ريثما يتم حل مشكلتهم بشكل جذري.
وفي شاهد
آخر تابعت المجموعة من خلال أعضائها الموجودين في مصر قضية اللاجئين الفلسطينيين الثلاثة
القابعين في سجن القناطر منذ عدة أسابيع نتيجة وقوعهم في فخ النصب والتزوير، عندها
قامت بنشر تقرير مفصل عن ظروف الاعتقال وملابساته وزارت السفارة الفلسطينية في القاهرة
ما جعل السفير الفلسطيني يصدر تعليماته لموظفي السفارة بأن يقوموا بمحاولة إصدار تأشيرات
دخول للمعتقلين الثلاثة لأي بلد حتى يتمكنوا من الخروج من السجن، وصرف مبلغ 400 جنيه
لكل معتقل كمصروف في السجن.
إن النتائج
والانجازات التي وصلت إليها "مجموعة العمل" لم تكن لتتحقق لولا الضغط الذي
مارسته إعلامياً في ظل الفضاء المفتوح، الذي ترافق مع خطوات فاعلة باتجاه المنظمات
الدولية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية لتشكل بكليتها ضغطاً على صناع القرار الفلسطيني
ووضعهم أمام مسؤولياتهم، واستعادة للدور المسلوب للاجئين الفلسطينيين في الشتات منذ
أكثر من عقدين.