نعم، وهْم البقاء، لا وهْم العودة
بقلم: باسم سكجها
قبل سنة، تقريباً، تحدّث مسؤول بالأونروا عن وهم العودة الذي يعيش معه الفلسطينيون، وقد كتبنا يومها عن وهم البقاء الذي يعيش معه الإسرائيليون، وقُلنا: إنّ قناعة الفلسطينيين بالعودة إلى فلسطين، هُم أو أولادهم أو أحفادهم، أرسخ بكثير من قناعة الإسرائيليين بالبقاء، هُم أو أولادهم أو أحفادهم.
معادلات القوة وموازين القوى التاريخية لم تعد تُرجّح كفّة الإسرائيليين، فهي في تناقص مستمر منذ الهزيمة الواضحة في لبنان، وصولاً إلى الثورات العربية، والخزي الذي شعر به سفراء العدو في القاهرة وأنقرة وعمّان، فهو إيذان بفشل المشروع الإسرائيلي الكبير، وإنعزاله في منطقة جغرافية محدودة.
وقناعتنا راسخة بأنّ معادلات القوة وموازين القوى تذهب لصالح الفلسطينيين، فالفلسطيني الذي خرج لاجئاً قبل اثنين وستين عاماً، ونازحاً قبل ثلاثٍ وأربعين سنة، صار رقماً موجوداً في المعادلة الدولية، وهو جزء من شعب تعداده يتجاوز الملايين العشرة، وصحيح أنّه يتناثر في أرجاء الكرة الأرضية، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ العودة إلى فلسطين هي الخبز اليومي الذي يطعمه الرجل لأولاده.
منحنى المشروع الإسرائيلي- بالمعنى التاريخي- في هبوط دائم، أمّا الفلسطيني ففي صعود، ولهذا فالإسرائيلي هو الذي يعيش في وهْم البقاء، تماماً، كما يعيش الفلسطينيون حقيقة العودة التي ستأتي في يوم ما، وقد تكون الدولة في الأمم المتحدة خياراً ضعيفاً، ولكنه تقدّم وتقدّم أكيد في رحلة تاريخية طويلة.
المصدر: جريدة الدستور الاردنية