نفق المقاومة واختبارات المرحلة
الكاتب: زهير الخطيب*
استشهاد المقاومين السبعة وجرح عدد منهم اضافة لاستئناف عمليات البحث
عن آخرين في تفجير الاحتلال الصهيوني لنفق المقاومة الفلسطينية على تخوم قطاع غزة ،
وكيف يكون الرد على هذه الجريمة يتصدر الأحداث، ومع التركيز على ادعاء الاحتلال أنه
لم يكن ينوي اغتيال قيادات من حركة الجهاد الإسلامي ليس هناك مجال للتوقف و التفكير
و العض على الجرح، لذلك أطلقت تكهنات وتحليلات حول طبيعة رد الفعل المتوقع هل هو اطلاق
وابل من الصواريخ على المستوطنات أم عملية فدائية دون النظر في العمق ان كان ذلك سيفتح
باب مواجهة عسكرية.
الظروف المغلفة للجريمة لاتحتمل ارتجال قرارات أو مواقف عاطفية، وقادة
المقاومة الفلسطينية اكثر قدرة على التفكير بعمق قطعا واتخاذ قرارات مناسبة لا تخدم
الاحتلال ولا تسمح له بأن يتحكم في ساعة الصفر للمواجهة.
لا شك أن استهداف النفق من حيث التوقيت قد تم اختياره بعناية، رغم زعم
الاحتلال أنه كان يملك معلومات مسبقة عنه مستخدما تكنولوجيا حديثة ودقيقة قيد التجربة.
إذ لم تكن مصادفة في تحديد يوم الاثنين ولحظة قصف النفق لما يحمله من أبعاد محلية واقليمية
ودولية.
من حيث التوقيت جاء استهداف النفق بالصواريخ قبل يوم واحد فقط من تنفيذ الخطوة العملية والاهم حتى الان في بنود
المصالح وهي .تسلم السلطة مسؤوليتها عن معابر غزة، من هنا يحمل هذا التفجير من حيث
التوقيت رسالة صهيونية واضحه مفادها ان ما يجري من تطبيق للمصالحه لا يعني الاحتلال
بشيء وأن ما يهمه اكثر هو ما يجري تحت الارض وفوق الارض من تطوير قدرات الفصائل الفلسطينينة،
وانه لا يقبل باتمام المصالحة قبل ان تسيطر السلطة على القدرات العسكرية، بمعنى أن
الهدف المباشر للاحتلال هو تفكيك سلاح المقاومة.
في بعد آخر حمل القصف الاسرائيلي رسالة موجهه للادارة الامريكية التي
تحضر صفقتها التاريخية التي تجهز خطتها السياسية للمنطقة بإزالة ما يمكن أن يعوقها
فقال الاحتلال للامريكيين قبل السير في الصفقة يجب سحب سلاح المقاومة وتفريغه من غزة،
لما يشكله من تهديد مباشر للسلام ما يتطلب مساعدة السلطة بالسيطرة على ما فوق أرض غزة
وتحتها، بالضغط على حماس والفصائل ونزع سلاحها.
لاشك أن الرعب تملّك الاحتلال بعد الجريمة خصوصا مع ارتفاع عدد الشهداء
والجرحى فسارع للاتصال مع السلطات المصرية ليضغطوا على حركتي حماس والجهاد حتى لا يكون
هناك رد فعل يؤدي الى فقدان السيطرة على الوضع،
وهو مايجعلنا نؤكد أن الجريمة جاءت في بعدها الإقليمي امتحانا لقدرة المصريين على ضبط
الاوضاع في غزة .
لقد استطاعت الفصائل خصوصا حماس والجهاد ضبط النفس وتجاوز ما أراده الاحتلال
من وراء هذه الجريمة وعدم الانجرار لأهدافه القريبة والبعيدة من وراء خلط الأوراق،
لكن ذلك يبقي الباب مفتوحا على احتمالات اخرى أكبر ربما تكون اكثر قسوة على الشعب الفلسطيني،
ويبقى رد الفعل عليها رهن قوة امتصاصها وعدم الانجرار لتداعياتها.
صحفي فلسطيني*