نكسة حزيران..
حنين العبد
بين
ذكرى النكبة وذكرى النكسة تاريخ أمة بأكملها كتب بالدم ، فالنكبة التي
تجرعها أجدادنا أضيف اليها نكهات أخرى بطعم الهزيمة ألا وهي النكسة التي قرر بها
الجيش العربي أن يخوض معركة مع الاحتلال الإسرائيلي، واجتمعت قوانا من مصر والأردن
وسورية لتلحق الهزيمة بالجيش العتيد.
في
الخامس من حزيران عام 1967 اندلعت الحرب بهجوم إسرائيلي على قواعد سلاح الجو
المصري في سيناء، وكان هذا الهجوم هو نقطة التحول الفاصلة بين فترة ثلاثة أسابيع
من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين اسرائيل والقوى العربية الثلاثة.
وبهذه
الحرب سقطت كل من الضفة الغربية وهضبة الجولان وقطاع غزة وسيناء، وأصبحت النكسة
نكستين عندما احتل الجزء الشرقي من مدينة القدس بتاريخ 7 حزيران 1967 أي بعد يومين
من بدء الهجوم ، وبهذا القرار تكون "إسرائيل" قد ضربت بعرض الحائط كل
المواثيق الدولية التي تعتبر القدس عاصمة منزوعة السلاح، وقد قامت قوات الاحتلال
باقتحام المدينة وهدم باب المغاربة واستعراض قواتها العسكرية، وكل هذه الانتهاكات
كان العالم الدولي مغيباً فهو لا يستطيع أن يردعها أو يؤنب الدولة المدللة .
وعاد
العرب بأسلحتهم الهشة وهجومهم المرتد واتفاقياتهم المرفوضة وقدسهم التي سلبت
خانعين مستسلمين لدولة الخنوع والذل.
واليوم
يأبى الشباب الذين لم يعيشوا نكبة أجدادهم ونكسة أباءهم أن يكملوا مسيرة أكل الدهر
عليها وشرب والنبض الفتي في عقول ثوار هذا الزمن دائماً يرنو إلى تغيير المسار
والمصير، فالنكبة بالأمس كانت نكبة ولكن اليوم أصبحت مسيرة عودة والنكسة بالأمس
كانت نكسة واليوم أصبحت مسيرة تحرير وزحف مليوني.
جحافل
النصر آتية وبروح شبابية أبت على نفسها تاريخ صنعه جيل ماضي لم يع ماذا يخبئ
له جيل الحاضر.
المصدر: البراق، عدد حزيران
2013