نوايا "ترامب
الفلسطيني" تحت المجهر العربي
بقلم: فؤاد مطر
قبل ساعات من لقاء
وليّ وليّ العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز بالرئيس دونالد
ترامب، يشدد مجلس الوزراء السعودي في جلسته المنعقدة برئاسة وليّ العهد وزير الداخلية
الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز على التأكيد بالإلتزام الكامل بمبادرة السلام العربية
وعلى ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف.
هذا التأكيد يعزز
اللقاء المرتقَب بين الرئيس ترامب والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كان تلقَّى يوم
الجمعة الماضي 10 آذار إتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي دعاه خلاله إلى لقائه في
البيت الأبيض للبحث في السبيل الذي يؤدي إلى إستئناف العملية السلمية.
لم يوضح المتحدث
بإسم البيت الأبيض طبيعة ما يمكن أن يقترحه الرئيس ترامب على الرئيس عباس، إلاّ أن
مجرد الإتصال والدعوة إلى اللقاء، وذلك يحدث من جانب الإدارة الترامبية للمرة الأُولى،
مؤشِّر إلى أن هنالك صيغة ما يمكن أن يطرحها الرئيس ترامب. صيغة بأمل أن تنتهي صفقة.
هل تلْقى الصيغة
الترحيب الفلسطيني المأمول؟
قياساً بمبادرات
الماضي لا شيء يدعو إلى التفاؤل بأن سياسة الرئيس الأميركي الحالي ستختلف عن سياسات
الإدارات السالفة.
لكن ثمة عبارة
صدرت عن نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي بإسم الرئاسة الفلسطينية تعكس ملامح حدوث بعض
الجدية في الموقف الأميركي. والعبارة هي "إن الرئيس ترامب قال للرئيس عباس إنه
رجل سلام وأن المزيد من اللقاءات ستتم مع الجانب الفلسطيني في المرحلة المقبلة…".
كنا نأمل لو يقول الكلام أيضاً المتحدث الرسمي بإسم البيت الأبيض لكنه لم يفعل.
ما نريد قوله إنه
ما دام اللقاء سيتم في البيت الأبيض وبدعوة من الرئيس ترامب الذي أجرى الإتصال شخصياً،
وليس عن طريق القنصل الأميركي في القدس، فهذا يعني أن الدعوة هي من رئيس إلى رئيس،
أي ضمناً إعتراف أميركي وعلى مستوى الجالس في قمة السلطة بمحمود عباس كرئيس لفلسطين
الدولة المأمول الأخذ بها كصيغة حل. لكن في الوقت نفسه تبدو الخشية مشروعة من أن تكون
الدعوة عبارة عن تبريد مسبق لمشاعر فلسطينية غاضبة من إحتمال نقْل مقر السفارة الأميركية
من تل أبيب إلى القدس، خصوصاً بعدما باتت الموافقة رسمياً في مجلس الشيوخ على أن يكون
ديفيد فريدمان المتعاطف بقوة مع اسرائيل والمؤيِّد توسيع المستوطنات على أراض يطالب
بها الجانب الفلسطيني، هو سفير أميركا ترامب لدى الكيان الصهيوني.
في هذه الحال يصبح
الموقف السعودي بالنسبة إلى بند الموضوع الفلسطيني من بنود البحث مع ترامب، ومنها الموقف
من إيران والوضع في كل من سوريا واليمن، الذي أكده الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه
الرئيس ترامب أمس نقطة بالغة الأهمية ومرتبطة بما أكده مجلس الوزراء السعودي على نحو
اشارتنا مَطلع هذا المقال إلى ذلك.
تبقى الإشارة إلى
أن القمة العربية الدورية التي سيستضيفها الأردن اواخر هذا الشهر ستكون قمة وضْع نوايا
ترامب وما يدور في خواطره من ملامح صيغة جديدة لتسوية الصراع العربي – الاسرائيلي تحت
المجهر. وبعد الذي سبق أن سمعه من زائره العربي الأول الملك عبدالله الثاني ثم مِن
زائره الأمير محمد بن سلمان، وفي ضوء إجتماعه لاحقاً بالرئيس محمود عباس، لا يعود هنالك
أي مجال لتمييع الموقف وبحيث إما الحل وفْق صيغة الدولتيْن وإما حصول ما هو أعظم.
وقانا الله من
مخاطر الأعظم.
المصدر: اللواء