هجرة أم تفريط.. حكاية نضال وثائر
حنين العبد
ثائر: شو يا نضال، سمعت انو بدهن
يسمحوا للاجئين الفلسطينيين بالهجرة على
كندا واستراليا، شو رأيك انت خيا؟
نضال: أخ أخ يا خيا ثائر والله سمعت
انهن بدهن يبيعونا فلسطين ويعطونا محلها إقامة ببلاد الغرب.
ثائر: طيب معقول بدهن يكافؤوا الشعب
الفلسطيني علشان صبر واتحمل 66 سنة من العذاب والقهر والتشريد.
نضال: لا والله يا ثائر القصة مش هيك يا خوي، القصة أننا صرنا عبئ وعبئ ثقيل
على هاي الأمة.
هذا الحوار الذي يدور منذ 66 عاماً
بين نضال ورفيقه ثائر، ولا زال العالم بأسره يريد تحويل ثائر ونضال لمهاجرين في
بلاد لا يمكن أن يكونوا بها فلسطينيين، يمسكون هذا الجيل من اليد التي تألمه،
مستقبل واعد وعمل وأموال وشقق فخمة، فهل سيصمد نضال وثائر الفلسطينيين في وجه مخطط
التفريط "الكيري"؟
فتارة يريدون منا أن نتخلى عن الفداء
والانتفاضة والتضحية وتارة يريدون أن نعترف بالدولة التي سرقت أراضينا وقرانا
وتارة أخرى يقنعونا بأن المسجد الأقصى هو ليس حقنا الخالص بل يمكن للإسرائيليين أن
يتقاسموننا إياه.
فالقصة أصبحت واضحة وضوح الشمس
بالنسبة لنضال وثائر، شعب يتقاذفه الخبثاء كالكرة، فأميركا وإسرائيل والبلاد
الغربية والأمة العربية جمعاء سئمت منكم ومن قضيتكم فلسطين، يكفيكم 66 عاماً وأنتم
تحافظون على حق العودة، تنتظرون يوم تشرق به الشمس وأنتم على ثرى الوطن، احلموا
كما شئتم.
فلقد حان موعد انتهاء الحلم حسب
التوقيت الدولي لعواصم إسرائيل من المشرق للمغرب، حملتم قضيتكم بما فيه الكفاية،
والآن وجب على المخلص " جون كيري" أن يخلصكم من هذا الحلم الثقيل
"حق العودة".
إمضاءٌ صغير من محمود عباس وتصبحون
أحراراً بلا قضية، تذهبون لتستقبلوا أحلامكم الوردية الجديدة في أستراليا وكندا.
هذه هي القصة باختصار يا اخوي يا
ثائر ويا أخوي نضال، فما هو ردكم يا أيها المستضعفين بالأرض؟
نضال وثائر لم يعجبهما هذا الكلام،
وصمما على أن يكونا كما اسميهما، فتسألا، أحقاً فلسطين هي عبئ علينا؟! أحقا سنبيع
فلسطين من أجل شقة باردة في كندا أو من أجل حديقة مسيّجة في أستراليا؟ كيف سنضحي
بشرف القدس مقابل أضواء سيدني؟ كيف سيغفر لنا شهداء القضية؟! كيف سنقابل محمد
الدرة وفارس عودة، ماذا سنبرر لهم تفريطنا بفلسطين، ما هي حجتنا أمامهم!!!؟
وقبل هذا كله أليس حب الوطن من
الإيمان، كيف سنصلي لله ونحن سنفرط بك يا أرض الإسراء والمعراج؟ أيعقل هذا؟ كيف
يتجرأ هؤلاء أن يقايضونا على فلسطين، كيف لنا أن نسمح لهم بهذا؟!!
نريد أن يفهم هذا العالم أننا لن
نبيع، لن نفرط بحبة تراب من ثراك يا حبيبة القلب، كيف لنا أن ننعم بحياة بدون
هويتنا الفلسطينية، نعم نحن نبالغ بحبنا لها، فنحن المحرومون من العمل ونحن
المضطهدون ومحرم علينا العيش الكريم، والتماس أقل الحقوق، يستغربون حبنا لك، ولكن
هيهات هيهات.
اتركوا لنا فلسطيننا ودعونا نتألم من
أجلها، واذهبوا أنتم للاستجمام على شواطئ كندا وأستراليا ، فنحن من رحم أرض جذورها
زرعت في قلوبنا.
رابطة الإعلاميين الفلسطينيين في
لبنان