رأفت مرة/ كاتب وسياسي فلسطيني
كانت هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مرحلة مهمة من
تاريخ الدعوة، ونقطة محورية في تاريخ الاسلام.
فهناك سياق خاص كانت تعيشه الدعوة في مكة، فجاءت الهجرة
النبوية إلى المدينة كتحول ضروري لاستكمال المشروع، ضمن سياقات مستحدثة لا تبتعد
عن الهدف، بل تصب فيه..
نتعلم من هجرة رسولنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الدروس والعبر التالية:
1- ان الهجرة كانت بأمر من الله وان سيدنا محمد عليه الصلاة
والسلام لم يترك مكة الا حين أمر بذلك.
2- اي عمل يعمله الانسان المسلم يجب أن يكون منطلقه الله
وغايته الله وهدفه الله.
3- يجب أن نبذل الغالي والرخيص من أجل الدعوة إلى الله ونشر
هذا الدين وإيصال الدعوة للناس.
4- الانسان المسلم يجب أن يكون مستعدا، اذا استدعت الضرورة،
لهجرة المنزل والديار والأقارب والعائلة، من أجل الله.. ندفع الثمن في مرضاة الله.
5- الهجرة هي استكمال للمشروع والتحرك قدما للأمام، وليس
تراجعا ولا تحولا ولا ابتعادا.
6- الهجرة هي انتقال من واقع يتضمن قدرات ومستلزمات معينة،
إلى واقع يتم فيه توفير مقومات ومستلزمات أكثر، ومراكمة قدرات، على طريق تحقيق
الأهداف الكبرى.
7- السرية في الهجرة وكتمان الأمر وطريقة الهجرة وتوقيتها،
ودروبها وسلوكها، هي دروس غنية بحد ذاتها.
8- الاتكال على الله صاحبت الهجرة في كل مراحلها، والثقة
بالله عزوجل طبعت الرحلة، من اختيار الطريق ودخول الغار والتخفي، وبحث قريش عن
النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابو بكر.
(ما ظنك
باثنين الله ثالثهما).. إلى قضية سراقة..
9-لم يتأخر او
يتباطأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العمل والإعداد منذ لحظة وصوله وصاحبه
إلى المدينة: بناء المسجد والمؤاخاة بين المهاجرين والانصار ونشر الفكرة والتمكين
لها وو..
عمل متواصل لا يتوقف.. حيث بدأ الاعداد وانطلقت الغزوات
وصناعة التحالفات والاتجاه نحو مكة المكرمة وصولا إلى فتحها لاحقا..
10-اختيار الصديق
الصاحب في الرحلة والمشروع والهدف.. ابو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي كان وفيا للرسول
صادقا امينا في العسر واليسر.. ناصحا مساعدا ميسرا.. هكذا تكون الشراكة وتكون
الصحبة..
وهناك الكثير من الدروس والعبر الأخرى..