هل تقرّ «الأونروا» خصوصية للفلسطينيين
في لبنان؟
بقلم: رأفت نعيم
مع اقتراب انقضاء شهر على بدء التحركات الفلسطينية الرافضة
للنظام الاستشفائي الجديد للأونروا، تبدو العلاقة بين الوكالة الدولية واللاجئين الفلسطيينين
الى مزيد من التوتر والتصعيد، بسبب تمسك كل من الجانبين بموقفه: الأونروا لا تتراجع
رسميا عن قراراتها الأخيرة رغم اقرارها ضمنيا بأحقية المطالب الفلسطينية، والقوى والفصائل
ومن خلفهم المجتمع المدني، يؤكدون المضي في التحركات حتى عودة الوكالة عن قراراتها.
وفيما اتخذت هذه التحركات مرحلة متقدمة من التصعيد امس، تمثل
باغلاق مكتب مدير الأونروا في مخيم عين الحلوة لأسبوع، ومكتب الوكالة في صور بعدما
تنصلت الاونروا من دفع تكاليف الاستشفاء بالكامل لمعالجة طفلة ادخلت الى مستشفى حيرام
بعد اصابتها بوعكة صحية طارئة، وفي ظل الاتجاه لاتخاذ اجراءات مماثلة في مخيمات أخرى،
نشطت على خط ازمة الأونروا حركة اللقاءات فلسطينيا، وبين الوكالة وبعض المسؤولين الفلسطينيين.
فكان لقاء سفير فلسطين اشرف دبور مسؤولي عدد من الفصائل في السفارة لتنسيق برنامج التحرك
المقبل، وزيارة دبور مع وفد من الفصائل لوزير العمل سجعان قزي لوضعه في صورة الموقف
الفلسطيني من تقليصات الأونروا.
الا ان المفارقة اللافتة جاءت من العاصمة الأردنية عمان وتحديدا
من مقر المفوضية العامة للأونروا حيث لم يخرج اجتماع مفوض عام الوكالة الغوث بيار كرينبول
مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الاغا بأي
جديد، فاقتصر على تجديد المطالبة الفلسطينية للأونروا بالتراجع عن النظام الجديد للاستشفاء
وتمسك الأخيرة به.
لكن الجديد في الأمر ما حمله الاجتماع الذي تم بحضور مدير
الأونروا في لبنان ماتياس شمالي من كلام عن «خصوصية الوضع الفلسطيني في لبنان وعدم
وجود أي جهة غير الأونروا تقدم الخدمات الصحية وغيرها للاجئين الفلسطينيين هناك وما
يعانيه اللاجئون في المخيمات من ارتفاع نسبة البطالة والفقر لعدم وجود فرص عمل لهم،
ما يتطلب حذراً شديداً ودراسة مستفيضة قبل اتخاذ أي قرارات من شانها ان تؤثر سلباً
عليهم وخاصة المرضى الذين هم في حاجة ماسة لتلقي العلاج المناسب في المستشفيات الخاصة
والحكومية».
وبحسب ما صدر عن الآغا، فقد تقرر أن تقوم الوكالة بدراسة
الموقف من جديد واتخاذ ما يلزم من اجراءات تكفل تقديم الخدمات الضرورية وبالذات الخدمات
الصحية بدون تحميلهم اي اعباء اضافية خارجة عن قدرتهم المادية. بينما لم يصدر عن الأونروا
أي بيان رسمي بهذا الخصوص.
وتساءلت اوساط فلسطينية عما اذا كانت «خصوصية الوضع الفلسطيني
في لبنان» ستكون الثغرة التي سينفذ منها حل مرحلي لمشكلة الاستشفاء بأن تستجيب الأونروا
بتغطية كاملة للحالات المرضية التي تتأثر نسبة تغطيتها الصحية بمفاعيل النظام الإستشفائي
الجديد ؟!.
وفي سياق متصل علمت
«المستقبل» ان رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور يونس الخطيب وصل الى بيروت
قادما من رام الله للقاء مدير عام الأونروا ماتياس شمالي ومسؤولين فلسطينيين لمتابعة
موضوع تداعيات النظام الاستشفائي الجديد وسبل معالجتها.
المصدر:
المستقبل