هل تنجح وساطة نبيه بري؟!
بقلم:
يوسف رزقة
هل ينجح بري في ملفات المصالحة، حيث فشل الآخرون؟!
هذا السؤال يفرض نفسه على المهتمين بالقضية الفلسطينية بعد اجتماع ( نبيه بري ) بوفدي
حماس وفتح في لبنان.
نعم نبيه بري شخصية سياسية مخضرمة، فهو رئيس حركة
أمل التاريخي، ورئيس مجلس النواب اللبناني لعقود، ويعرف القضية الفلسطينية معرفة ممتازة،
وهو قريب جداً من أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، وله علاقات جيدة مع
المكونات الفصائلية الفلسطينية كافة، وهذه الصفات تمنحه فرصة جيدة لتقديم أفكار معتدلة
ومنصفة تساعد على حلّ المشاكل العالقة بين فتح وحماس، وهو يستمد قوة طرحه من شخصيته
وموقعه من ناحية، ومن واقع الفلسطينيين في لبنان من ناحية ثانية، ولكن هذا لا يعني
نجاح وساطته بالضرورة.
الوساطة جيدة، وهي أجود حين تكون من شخصية مخضرمة
معتدلة، ولكن احتمالات النجاح ليست جيدة، لأن المشكلة ليست في لبنان، بل هي في رام
الله، وفي شخص محمود عباس نفسه، وهو ما يصرح به الأوروبيون في الغرف المغلقة، ومن يطلب
النجاح في الوساطة عليه فكّ عقدة محمود عباس المعطلة لكل وساطة، ولكل فرصة جيدة للحل.
هل يملك بري أوراق ضغط كافية لإجبار عباس على
الوفاء بما وقعت عليه فتح في القاهرة وفي غزة، حيث لا تطلب حماس من عباس غير التنفيذ
الأمين لما تم التوقيع عليه، بعد أن تنازلت عن مفهوم ( الرزمة والتوازي ) المنصوص عليهما
في اتفاق القاهرة. نعم حماس تنازلت عنهما عمليا في اتفاق الشاطئ. حماس لا تطلب مفاوضات
جديدة. وهي لا تستطيع في الوقت نفسه التنازل عن حقوق الموظفين، وعن مصالحها، وعن شعبيتها.
ولن تسمح لأحد أن يلعب في ساحتها بالباطل، وستحمي المقاومة من الأعمال المشبوهة.
حماس وعلى لسان (علي بركة ) ممثلها في لبنان امتدحت
وساطة بري وتمنى نجاحها، لأن في نجاحها راحة لجميع الأطراف وتحقيقاً لاستقرار مطلوب
للساحة اللبنانية، وهو أمر يتحقق بشكل أفضل بالتوافق بين فتح وحماس داخل لبنان وخارج
لبنان أيضا. وإن أي توتر بين حماس وفتح في ملفات المصالحة له انعكاساته السلبية على
مخيمات لبنان، والساحة اللبنانية، التي تعاني في هذه الأيام من تداعيات الصراع في سوريا
والعراق.
لا يجدر بمحمود عباس التغافل عن الواقع الخاص
والحساس للبنان في هذه الظروف المتحركة على وقع القتال، والقسمة على محاور متصارعة،
ومن ثمة فإنه يجب عليه أن يحسن الاستماع لبري ، وأن يساعد الأطراف على إنجاح وساطته،
وأن يتخلص من أنانيته وأن يرى الواقع والمستقبل كما يراه الفلسطينيون معا، لأن عوائد
النجاح ستكون مفيدة للفلسطينيين في لبنان، كما هي مفيدة لغزة والضفة والقدس، وللفلسطينيين
حيثما تواجدوا في بلاد الغربة والشتات.
ظروف مخيمات اللاجئين لا تحتمل شيئا غير النجاح.
المصدر: فلسطين أون لاين