القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هل سيتورط الجيش المصري في قطاع غزة؟

هل سيتورط الجيش المصري في قطاع غزة؟

إبراهيم المدهون

من المستبعد جداً أن يتورط الجيش المصري في الحرب على غزة وأن يتوغل عسكرياً لعدة أسباب، أهمها أن عقيدة هذا الجيش مازالت تعتبر أن العدو الرئيسي هو الاحتلال (الإسرائيلي) الذي قتل عشرات الآلاف من جنوده، ورغم عملية السلام الأقدم في المنطقة إلا أن الشعب المصري مازال الأقل تطبيعاً والمحارب الشرس لكل ما يمت لـ(إسرائيل) بصلة، كما أن المصريين هم الأكثر حباً ودعماً ووقوفاً مع مقاومة الشعب الفلسطيني بمختلف تياراته وألوانه.

السبب الآخر أن حركة حماس والحكومة الفلسطينية في غزة لن تقوم بأي عمل يبرر أو يستفز مشاعر إخوتنا المصريين، بل على العكس من ذلك فهي تقوم دائماً بإرسال الرسائل التطمينية وتؤدي ما عليها من التزامات أمنية، وهي تُلزم عناصرها بأدق التفاصيل في آليات التعامل على الحدود.

كما أن حماس تمتلك سلاحاً قوياً ورجالاً أشداء وتستطيع الدفاع عن نفسها ولن تكون لقمةً سائغة، كما أنها خاضت حربين كبيرتين ضد الاحتلال (الإسرائيلي)، ولها أساليب قتال مبتكرة وتتمتع بالتفاف جماهيري قوي، فهي جزء من المشروع الوطني ورأس حربة مقاومته، كما أن لغزة وقعا خاصا في الوجدان الشعبي المصري والعربي.

للأسف الشديد هناك محاولات جدية من بعض الأطراف داخل حركة فتح في الضفة الغربية، لتشويه صورة مقاومة غزة لدى الجيش المصري، واستغلال الظرف المصري والمشاكل الداخلية بهدف توريط الجيش في عملية تغييرٍ للواقع في قطاع غزة، ويقومون بتشكيل خلايا استخباراتية تمد الإعلام المصري والجيش بمعلومات مغلوطة ومشوهة.

إن أسعد لحظة لـ(إسرائيل) حينما تجد الجيش المصري يقوم بما كانت تقوم به من مواجهة قطاع غزة، وللأسف هناك محاولات لتحقيق الحلم (الإسرائيلي) عبر العمل على توريطه بما لا يُحمد عقباه.

ستبقى هذه المحاولات مجرد عبث وأمنيات ووهم لدى من يتاجرون بالدماء، فالجيش المصري لن يتورط في قطاع غزة عسكرياً، وإن فرض عليه الحصار وحاول إضعافه والضغط عليه بسبب سوء الأحوال الداخلية، وفي حال الاستقرار سيصل لصيغة تفاهم مهما كانت الظروف، وإن وُرط -لا سمح الله- عبر بعض الأطراف الأمريكية و(الإسرائيلية) فإن نيران قطاع غزة ومقاومته ستُوجه للاحتلال بشكلٍ مباشر وسريع، فمعركتنا مع الاحتلال فقط حتى وإن ظُلمنا، ولتقطع أي يد تمتد على عربي مهما كانت الأسباب، حتى ولو أعتدى علينا فالجيش المصري هذا جيشنا؛ فإن ضُلل أو خُدع وحُرفت بوصلته فلا نعينه على نفسه. وليشاركنا القتال ضد عدونا وعدوه (إسرائيل).

وهذه ستكون الفرصة الوحيدة لكشف الأوراق دفعةً واحدة، وقذف كرة اللهب نحو الاحتلال (الإسرائيلي)، وليقف الجميع عند مسؤولياته، فإن ما يميز حماس وحكومتها أنها حكومة واعية مدركة لمخاطر التقلبات، وحكومة وطنية لا تكبلها الالتزامات والاتفاقيات، كما أن لديها الجرأة لأن تضرب (تل أبيب) مرةً أخرى في أي وقت يتم فيه تهديد المشروع الوطني الفلسطيني أو يُعبث فيه بالأمن القومي المصري.