القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

هل فشل العرب باستخدام الفن لنصرة فلسطين؟

هل فشل العرب باستخدام الفن لنصرة فلسطين؟

الرسالة- محمود هنية

فلسطين حكاية ألم وأمل، عاشت أحلامها بين أسنة الرماح وبراثين التشرد، تغزل كل يوم حكاية صمود وتضحية، رسمت قصتها وغنت لجراحها، وتراقصت على مواويل الجرح، فهل نقل عنها الفنانون العرب حقيقة حبها، وهل وظفوا قوتهم الناعمة في دعمها؟.

في هذا التقرير التقينا بعض ممثلي السينما والدراما، لنقف على بعض ما قدموا من أجل القضية الفلسطينية وتقييمهم لطريقة تناولها في السينما والتلفزيون.

الفنان المصري حسن يوسف، دعا إلى ضرورة توظيف المزيد من القدرات الفنية والسينمائية العربية، في توثيق قضايا ومحطات القضية الفلسطينية.

وقال يوسف في حديث خاص لـ"الرسالة نت" " الفن يتميز بمرونة وسلاسة في توظيف الرسائل الإنسانية، وهو ما يؤهله للوصول لأكبر شريحة ممكنة من الناس".

كما أشار لدور الدراما المصرية في تجسيد القضية الفلسطينية، مطالباً بضرورة رسم استراتيجية موحدة بين المؤسسات الفنية المنتجة، بهدف بحث تعزيز القضايا القومية والعربية الملّحة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأكد على أهمية التخصص في عرض القضية الفلسطينية، و"التعمق في تناول القضية عبر انسنة القصص التي يتم تناولها"، على حد تعبيره.

وجدد دعوته للفلسطينيين بضرورة تعزيز مشاركتهم في كافة المحافل والمهرجانات الفنية، لعرض قضيتهم، لافتاً لوجود طاقات فنية فلسطينية رائدة في مجال الفن.

أنسنه القضية

من جهته، الفنان المصري أحمد عبد العزيز، بيّن دور الفن المصري في تعزيز التضامن والتعاطف مع القضية الفلسطينية، خلال تناوله لها على مدى السنوات والعقود السابقة.

وأكد عبد العزيز لـ"الرسالة"، على أهمية العمل على وضع خطة ممنهجة لاستثمار المؤسسات الانتاجية ودور العرض في تناول القضية الفلسطينية.

وأضاف: "تناولنا أشكال كبيرة من القضية الفلسطينية، خلال الأحداث التي مرت فيها القضية، ومن ذلك الانتفاضة الفلسطينية الأولى".

ورأى عبد العزيز أن القضية بحاجة لتناول معمق وفق التوصيف الإنساني، دونما الخوض في تفاصيل قد تضعف من تناولها.

يشار إلى أن عبد العزيز شارك في عدد من المسلسلات الفنية والأفلام التي تناولت بعض قضايا الشعب الفلسطيني، من بينها تجسيده لفيلم يتناول قضية الأسرى، معرباً عن أمله في زيارة قطاع غزة.

الفن مقصر

أمّا الفنانة المصرية حنان ترك التي تحتفظ بعلاقة جيدة مع أغلب النخب الفنية برغم اعتزالها للفن، وقد زارت غزة مرات عدة فأعربت عن تقديرها لصمود أهلها.

تقرُّ حنان في حديث لـ " الرسالة" بتقصير الفن العربي عموماً في تناول القضية الفلسطينية؛ لاعتبارات مادية وسياسية في أحيان متفاوتة، بحسب تعبيرها.

وتستدرك: "برغم ذلك فإن فناني مصر حملوا على عاتقهم أمانة القضية الفلسطينية".

وبينت حنان دور الفن في تعزيز التضامن مع قطاع غزة المحاصر، منوهة إلى ضرورة توظيفه من قبل الفلسطينيين لخدمة قضيتهم، بالمشاركة مع كافة المحافل والشخصيات الدولية.

بدوره أكد الناقد الفني المصري سيد درويش، أهمية الفن التمثيلي في ضوء تعزيز الخطاب الفلسطيني، الموجه للشعوب المختلفة، ولما للفن من أهمية خاصة لأنه يتمتع ببساطة وقدرة على جذب الأنظار وتوجيه العقول المتنوعة.

ودعا لرسم استراتيجية عربية وفلسطينية شاملة، تقوم عليها مؤسسات متخصصة، تؤسس لقواعد ومؤسسات متخصصة في المجال الفني والدرامي، تساهم في تجسيد القضية الفلسطينية بكافة مراحلها.

ووصف درويش الفن بـ"القوة الناعمة"، مشدّداً على أهمية استثمارها وطنياً، بهدف صناعة وعي وطني مقاوم تجسد القضية تساهم في توثيق وتأريخ القضية، لنقلها من جيل لآخر.

ووجه نداء بضرورة العمل على بناء قواعد ومؤسسات فنية؛ تساهم في تجسيد الأحداث والشخصيات البارزة في مراحل القضية الفلسطينية، وفضح جرائم الاحتلال بحق شهداء وجرحى وأسرى الشعب الفلسطيني.

ورأى درويش إن من أخطر القضايا التي عمدت السياسة الغربية لتجسيدها في المنطقة العربية، تتمثل في صناعتها ورعايتها للمؤسسات الفنية والإعلامية، بهدف تشويه القيم والمبادئ في الواقع والتاريخ لتلك الشعوب، وصناعة نماذج قادرة على تمرير سياسات الغرب في المنطقة.

وقال: " الشعوب العربية تعرضت لتشويه خطير في قيمها ومبادئها خلال السنوات الماضية، واختتم بالتأكيد على ضرورة الانتباه إلى اهمية الاستفادة من أي تجربة تخدم القضية الفلسطينية، وإن اختلف فكرياً وايديولوجياً، فهل نستفيد من ذلك؟

الرسالة نت، 21/5/2013