هل يشارك الكيان الاسرائيلي بدورة العاب المتوسط بمساعدة فلسطينية؟؟
بقلم: خليل العلي / المدير التنفيذي للمؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة
اولا ما هي دورة البحر المتوسط الاولومبية؟
وللإجابة على هذا التساؤل يجب أن نعرف أن لجنة ألعاب البحر الأبيض المتوسط أنشئت في بداية الخمسينات واقترح الفكرة محمد طاهر باشا رئيس اللجنة الأولمبية المصرية أثناء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1948.
دورة ألعاب البحر المتوسط هي حدث رياضي ودي يقام كل أربع سنوات وكانت الدورة الأولى قد أقيمت عام 1951 في الإسكندرية (مصر).
وإلى الآن جرت خمسة عشر دورة أول عشر دورات جرت على الدوام في سنة واحدة تسبق الأولمبياد ولكن منذ العام 1993، صارت تجري في العام الذي يلي الألعاب الأولمبية، والآن تضم 24 دولة مطلة على البحر الأبيض المتوسط ومن بينها سبع دول عربية هي (مصر، تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب، سوريا، لبنان) ويتم التنافس بينهم في 28 لعبة رياضية.
لماذا استبعدت فلسطين من الدورة وما هو ميثاق اللجنة الاولومبية الدولية؟
والميثاق الخاص باللجنة يتضمن بند استبعاد مشاركة فلسطين والكيان الإسرائيلي لأسباب سياسية بمعنى أن حصول إحداهما على حق العضوية والمشاركة في الدورة يلزم بمشاركة الأخرى أي أن فلسطين والكيان الإسرائيلي مربوطتين ببعضهما البعض.
الفلسطينيون يتنازلون عن المشاركة حتى لا يشارك الكيان الغاصب،و الكيان يلهث للمشاركة في دورات المتوسط.
بدأ الكيان الإسرائيلي مساعيه الحثيثة للحصول على عضوية اللجنة منذ منتصف تسعينات القرن الماضي وخاصة بعد توقيع اتفاقيات أوسلو وذلك لتحصل على تطبيع مجاني تستطيع من خلاله أيضاً المشاركة في البطولات العربية.
وكان السيد سمرانش قد طرح فكرة استضافة مشتركة للألعاب الأولمبية 2008 لغزة وتل أبيب، وبعدها بعدة أعوام كرر نفس الطرح واقترح على المسئولين الرياضيين الفلسطينيين و(المحتلين الإسرائيليين) فكرة استضافة مشتركة لدورة الألعاب الأولمبية 2012 بحيث تقام لأول مرة في تاريخ الدورات الأولمبية في مدينتين مختلفتين وذلك لإحلال السلام في المنطقة والتأكيد على أهمية الدور الرياضي في تنمية هذا الهدف، وأوضح بأن اللجنة الأولمبية الدولية تسعى في المقام الأول لإرساء مبادئ السلام وضرب مثالاً على أهم النتائج التي حققتها اللجنة الأولمبية عندما ساهمت في جمع شمل الكوريتين تحت علم واحد خلال طابور عرض الفرق المشاركة في دورة سيدني الأولمبية(مع تحفضنا على المقارنة بين دولة منشقة ومحتل لارض وغاصب)، وهذا ما تسعى اليه الدول الصديقة للاحتلال من اجل شرعنت وجوده من خلال مشاركته في دورة المتوسط كما فعلت الاتحادات الاخرى حين اشركته في بطولاتها الدولية.
سعى الكيان الغاصب وبكل الطرق والأساليب للمشاركة في دورة البحر المتوسط في تونس عام 2001 وجرت محاولات مستميتة لإقناع فلسطين بتقديم طلب للحصول على عضوية اللجنة عبر وسطاء دوليين وعرب.
وقام السيد سمرانش رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السابق قبل انتهاء مهامه بزيارة مدينة غزة ووضع حجر الأساس لبناء مقر للجنة الأولمبية الفلسطينية (والتي دمّرهاالعدو بالكامل في حرب غزة)، وشاهد على أرض الواقع حجم الصعوبات والعراقيل التي يضعها (الكيات الإسرائيلي) في وجه الرياضة الفلسطينية وكان الحاج أحمد القدوة رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية السابق قد وعد بدراسة تقديم طلب الحصول على العضوية ونتيجة للظروف اعتذر عن تقديم الطلب وفوت الفرصة على (الكيان الإسرائيلي) للحصول على العضوية والمشاركة في الدورة.
رغبة الكيان الاسرائيلي الجامحة للحصول على العضوية والمشاركة جعلها تكرر محاولاتها الحثيثة السابقة وذلك للمشاركة في الدورة التي أقيمت في مدينة ألميريا الأسبانية عام 2005 واستقبل الحاج أحمد القدوة القنصل الأسباني العام وهو مبعوث وزير الخارجية الأسباني ومديرة التعاون الدولي مرتين خلال شهر واحد وفي مؤتمر صحفي في مدينة غزة لاستقبالهم، أكد القنصل العام الأسباني خلاله على حرص الحكومة الأسبانية على مشاركة فلسطين لما تحمله من معاني سامية وذلك بمرور عشر سنوات على بدء عملية السلام التي أقيمت في مدريد وأكد بأن الحكومة الأسبانية لديها طموح بعمل إضافة إلى الدورة بمشاركة جميع الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط بما فيها فلسطين وأكد على أن أسبانيا ترحب باستضافة معسكرات إعداد وتدريب للبعثة الفلسطينية ليظهروا بشكل طيب في الدورة.
وأكد الحاج القدوة للضيوف أن زيارتهم الثانية لمدينة غزة خلال شهر واحد تؤكد على حرصهم على مد يد العون للرياضة الفلسطينية وللعلاقة الطيبة بين الشعبين وشكر الوفد على ترحيبهم لاستضافة معسكرات الإعداد والتدريب الفلسطينية ولكن بدون (تبعات) ووعد أن تقوم اللجنة الأولمبية الفلسطينية بدراسة جدية للمشاركة في دورة ألميريا عام 2005 في أسبانيا.
وكان(الكيان الإسرائيلي) قد نجح في إقناع أسبانيا بأن يتم دعوته للمشاركة في الدورة حتى في حال لم تتقدم فلسطين بالحصول على العضوية والمشاركة خاصة أن (فلسطين المحتلة) مطلة على البحر المتوسط.
وعندما عرفت الدول العربية الأعضاء في اللجنة أن أسبانيا وجهت الدعوة (للكيان الإسرائيلي) وقعوا في تخبط وازدادت الضغوطات على الأولمبية الفلسطينية بضرورة المشاركة في الدورة وكان الحاج القدوة مناور جيد وفي كل المرات يعد بدراسة جدية للموضوع.
وبعد اتصالات مكثفة بين اللجان الأولمبية العربية ووزارات الخارجية، بعض اللجان قررت المشاركة في الدورة في حالة مشاركة فلسطين، والبعض الآخر قرر المقاطعة في حالة مشاركة (الكيان الإسرائيلي).
وقامت عدة دول عربية ليست أعضاء في اللجنة بمحاولة التوسط بين الكيان الإسرائيلي وأسبانيا والدول العربية الأعضاء لحل المسألة بطريقة ودية خوفاً من ازدياد الكراهية الأوروبية للعرب.
ولكن الحاج أحمد القدوة لم يرضخ للضغوط ولم يتقدم بطلب الحصول على العضوية والمشاركة في الدورة.
ولوحت الدول العربية الأعضاء بمقاطعة الدورة في حال مشاركة(الكيان الاسرائيلي) مما ستصبح دورة أوروبية فقط ويفقدها أهدافها.
وخافت أسبانيا من المقاطعة العربية وقامت بسحب دعوة المشاركة من الكيان الاسرائيلي.
كالعادة كررت اولومبية المحتل محاولاتها للمشاركة في دورة بسكارا الإيطالية عام 2009 ولكن الحاج القدوة كان عند حسن الظن به وأكد أنه تجاوز الخامسة والسبعين من العمر وهذه آخر دورة له وسيظل وفياً لفلسطين ولدماء الشهداء ولن يلطخ تاريخه بالعار ولن يكون مساعداً للكيان الغاصب لغزو الأمة العربية رياضياً وشبابياً.
الكيان يتنفس الصعداء بقدوم الرجوبخاضت المؤسسات الأهلية الرياضية الفلسطينية وخاصة اللجنة الأولمبية الفلسطينية والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والعديد من الاتحادات الرياضية ووزارة الشباب والرياضة وبدعم من القوى الوطنية والإسلامية معارك شرسة غير متكافئة مع المؤسسات الصهيونية التطبيعية ونجحت كثيراً في وقف المد التطبيعي الرياضي الصهيوني ساعدهم في ذلك ممارسات الكيانالاسرائيلي العنصرية والاحتلال ومحاولات تهويد المسجد الأقصى المبارك والاستيطان وجدار الفصل العنصري والقصف والتدمير الذي طال البشر والحجر واعتقال عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.
أما الآن وفي عهد جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وهي مؤسسات أهلية اختلفت الأمور وأصبح التطبيع بالعلن فتعددت لقاءات لوزان التطبيعية حيث أصبح هناك هاتف أحمر لتفعيل التواصل بين اللجنة الأولمبية الفلسطينية و(الإسرائيلية): وهو مصطلح يعني علاقات طبيعية وتعاون أخوي رياضي بين الطرفين، وأصبح اللجنة الأولمبية الإسرائيلية شقيقة للفلسطينيين، كما وتم دعوة العديد من أعضاء اللجنة الأولمبية الإسرائيلية والاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم ورؤساء الأندية الصهيونية لحضور بعض المباريات والاحتفالات الفلسطينية، وتم رصد العديد من اللقاءات التطبيعية لبعض لاعبات منتخب الكرة النسوية الفلسطيني وبعض الأندية النسوية مع الفرق الإسرائيلية، ناهيك عن اللقاءات المشتركة التي عقدت في كندا وأستراليا وألمانيا وهولندا بين فتيات فلسطينيات وإسرائيليات،والكيان الاسرائيلييحتاج للفلسطينيين أكثر من غيرهم لأنه يعتبرهم الجسر الموصل أو الكوبري للمشاركة في منافسات رياضية وشبابية مع جميع البلدان العربية.
وللأسف الشديد فإن عدداً من العاملين في مراكز الاستهداف هذه باتوا يحتلون مواقع رياضية وشبابية متقدمة في بعض المؤسسات الأهلية الفلسطينية، وشكلوا لوبي يدافع عن توجهاتهم التطبيعية بأساليب تصل إلى درجة الوقاحة وهذا ما افرح الكيان وجعل فرصة مشاركته كبيرة الا اذا رفض سبعة من الاعضاء العرب 4 الاخرون والاتراك ذلك.
الرجوب يوقع اتفاقية مع اولومبية الكيان الاسرائيلي
وهذا ما اكدته وكالات الأنباء بأنه تم توقيع اتفاقية رياضية في مدينة رام الله بين جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية وبين تسفي فرشياك رئيس اللجنة الأولمبية للمحتل الغاصب الاسرائيلي ولم يتم دعوة وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية لتغطية هذا الحدث وبالمقابل نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر توقيع الاتفاقية والتي نصت حرفياً على بناء جسور التعاون المستقبلي بين اللجنتين وتضمن الاتفاق قيام اللجنة الأولمبية الإسرائيلية بالمساعدة لدى الجهات الأمنية المختصة في الجانب المحتل على تسهيل مرور الرياضيين الفلسطينيين داخل المناطق الفلسطينية وخارجها، وتسهيل وصول كافة المساعدات العينية المقدمة للجنة الأولمبية الفلسطينية من الخارج مقابل قيام الأولمبية الفلسطيني بالمساعدة في حصول الكيان الاسرائيلي على عضوية لجنة دول البحر الأبيض المتوسط والمشاركة في دوراتها الرياضية.
هذه الاتفاقية المشئومة هي تنكر لدماء الشهداء وهي محاولة لمكافئة العدو على تهويد المقدسات وطرد المقدسيين من القدس وحرق المساجد وزيادة الاستيطان وجدار الفصل العنصري وشرعنة الاحتلال والعدوان المستمر على شعبنا الفلسطيني والحرب والحصار على غزة هاشم.
ولعلنا الآن ندرك حجم الجريمة التي يرتكبها الرجوب في حق القضية الفلسطينية وفي حق الأمة العربية والإسلامية بتوقيعه هذه الاتفاقية التطبيعية الخيانية والتي التزم بموجبها بمساعدة الكيان الاسرائلي بالحصول على عضوية اللجنة والمشاركة في دورة مرسين عام 2013 في تركيا.
وكانت حركة فتح قد قررت تجريم وتحريم اللقاءات والاجتماعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين المغتصبين للارض بسبب إصرار الاحتلال على الاستمرار في الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعدم تحرك المجتمع الدولي لإلزام الكيان المحتل بقرارات الشرعية الدولية.
وأكد حاتم عبد القادر المسؤول في حركة فتح بأن هناك قرار رسمي في حركة فتح بمنع ومحاربة اللقاءات بين الغاصبين والفلسطينيين الهادفة في نهاية الأمر للالتفاف على الموقف الفلسطيني.
وأكد عبدالقادر بأن اللقاءات التي تتم مع المحتل حالياً هي انفلات سياسي وخروج عن الإجماع الوطني وهي محاولة للخروج عن مبادئ الإجماع الفلسطيني الرافض للعودة بأي شكل من الأشكال للمفاوضات دون أن ينفد المحتل استحقاقات العودة للمفاوضات.(هذا الكلام لعبد القادر قبل لقاء الاردن).
هل دورة المتوسط لها تاثيرا على الكيان الغاصب؟
قد يتساءل بعض المطبعين ويقول بأن العرب يشاركون في الدورات الأولمبية
والبطولات العالمية رغم مشاركة الكيان الاسرائيلي فيها!!؟؟ فلماذا نطرح هذه القضية الآن!!؟؟
ونؤكد بأن دورات البحر المتوسط حبية وودية وليس هناك أي عقوبات أو تبعات في حال عدم المشاركة، والاعتذار عنها لن يدمر الرياضة العربية، فلماذا نمنح الكيان الغاصب تطبيع مجاني في 28 لعبة رياضية لثمانية دول عربية وبالتأكيد ستفرط السبحة، ولن يكون أي مبرر لعدم مشاركة باقي الدول العربية في منافسات رياضية مع الكيان الإسرائيلي.
لن يمروا فوق جرحي لن يمروا
إن أوهام وأحلام الكيان الإسرائيلي وأصدقائهم ستذهب أدراج الرياح وسيتم وأد هذه الاتفاقية المخزية ولن يتمكنوا من الحصول على العضوية والمشاركة في دورات البحر المتوسط.
لقد تجاوز الرجوب كل الخطوط الحمراء وهذا يتطلب تكاثف كل جهود الشرفاء في الوطن العربي والإسلامي للضغط على اللجان الأولمبية العربية الأعضاء لرفض طلب فلسطين والكيان الغاصب للحصول على عضوية لجنة البحر المتوسط.
وليخرس كل المتواطئين مع الكيان الصهيوني، وفلسطين لن تكون جسراً للصهاينة للمرور إلى قلب الأمة العربية رياضياً وشبابياً. ونحن هنا في لبنان نطالب الرجوب ومن معه في الاولومبية الفلسطينية في الضفة بالتراجع عن هذه الاتفاقية المذله والعودة الى حضن فلسطين والشعب الفلسطيني والقرار الفلسطيني الجامع، وكذلك نطالب الاولومبية اللبنانية بالتصويت لصالح عدم مشاركة الكيان الاسرائيلي في دورات البحر المتوسط والعمل على مشاركة فلسطين منفردة كدولة صاحبة الارض.