القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

وأخيرا.. منظمة تحرير لا تمرير!

وأخيرا.. منظمة تحرير لا تمرير!

بقلم: محمد القيق

هي حكاية عقود قاربت على السبعة عانى فيها شعب فلسطين على يد الاحتلال ما يجعل الصخر ينهار، غير أن إرادة الحياة بقيت راسخة في عقولهم، فكانت منظمةٌ تأسست لتحرير فلسطين ما لبثت إلا أن تحولت إلى شركة إعلامية تدين الاستيطان وتستنكر المجازر ضمت في جنباتها فصائل عديدة في الوقت الذي رفضت فيه قيادتها استقبال فصائل لها وزنها في الساحة.

علاوة على ذلك فمسيرة منظمة التحرير لا تعرف الانتخابات ولا التجديد وتكرس جل عملها بفتح مكاتب في الدول وتحول الثائرين والتحريريين إلى دبلوماسيين لوطن هلامي الحدود وفي الخيال سيادته، وغابت كلمة التحرير وأصبح الشارع يرى بأنها منظمة تمرير لا تحرير حتى أنها تداعت فورا عقب أحداث غزة عام 2007 لتصبح بياناتها موجهة ضد الفصائل المقاومة أكثر من الاحتلال، فكان حريا بمن يقودها أن يتوقف عن هذا الأسلوب الذي مله الشعب على مدار عقود حتى أصبحت كلمة المنظمة لا تحمل مضمونا وإنما تدلل على هزائم وترهل في مسار القضية الفلسطينية.

إذا عادت الحوارات لتفعيل المنظمة وإن حسنت نوايا الأطراف فإننا على موعد مع منظمة التحرير التي ستدفن وللأبد منظمة التمرير التي عهدناها منذ أن بدأت الحكاية، فإذا نظرنا إلى ما يجري على الساحة فإن المقاومة والتحرير هما عنوان هام لهذه المنظمة ثم تأتي ما تسمى بالمعارك الدبلوماسية والسياسية لتسوق العمل على الأرض، وهذا يصبح تكاملا في العمل لا أن يجمد التحرير في برنامج المنظمة ويفعل برنامج التصفيق والتسويق لبضائع غير موجودة أصلا!

بدخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي للمنظمة حتما ستعيد برنامجها الطبيعي الذي أسست لأجله، وإذا ما أخذ بالحسبان وزن الفصائل وفعلها المقاوم فإن هناك معادلة جديدة يجب أن ترضى بها قيادة المنظمة المعينة والتقليدية والتي وافت المنية عددا كبير منهم، لأن صندوق الاقتراع سيأتي بما يراه الشعب مناسبا ولن يكون أحد من الساسة أحرص على القضية من قرار الشعب نفسه، فلا بد من عدم تكرار تجربة التنصل من انتخابات المجلس التشريعي التي أفرزت قيادة للشعب غير تلك التي نصبت نفسها عليه، فكان من نتائج التنكر لإرادة الشعب عام 2006 أن غرقت الضفة في الديون والقروض والشح المائي والاستيطان والتوغل وضياع السيادة نظرا للهيمنة والتبعية، بينما بقيت غزة صامدة لأن قادتها منتخبون.

وبالنسبة لمنظمة "التمرير" حاليا "التحرير" بعد التفعيل فإن على عاتقها واجبات كبيرة كان الغبار غطاها لعقود ولم يبق من مهامها إلا الإعلام والسياسة التي جلبت أوسلو مقيدة الشعب ومشرعنة الاستيطان من حيث لا يدري ويدري من صاغها.

ها هي المنظمة تعود إلى أحضان الشعب وقراره وحلمه وتطلعاته، وبالتالي يمنع على أي مراهق سياسي أن يعطل تفعيلها لحفنة من الأموال أو الإبقاء على مناصبه وامتيازاته لأن المرحلة المقبلة لن تنتظر من يشوش على القضية بحجة حماية المشروع الوطني، فالواقع أثبت أن المقاومة وإرادة الشعب لن تنكسر ولو حاربها القريب والبعيد.