وانتصرت غزة
خالد معالي
كما عودتنا المقاومة ووعدتنا بالنصر؛ انتصرت غزة وبفضل الله وتوفيقه وحتى
أخر دقيقة وهي تدك تل الربيع" تل أبيب" بصواريخها؛ وانتصرت يوم أن بقيت
شامخة لا تحني رأسها إلا لرب العالمين، وانتصرت قبل أن تنتهي الحرب، يوم أن ظلّت
واقفة أمام ترسانة الإرهاب الصهيوني صامدة صابرة بقوة وعنفوان قل نظيره.
انتصرت غزة وحقا لها ان تفرح وتفرح معها كل حر وشريف ساندها ووقف معها،
وانتصرت يوم كدت ولا تكاد ترى مواطنا واحدا في غزة؛ إلا ويقول في سبيل الله وفدا
المقاومة، والمنازل يعاد بنائها، والذين استشهدوا ستنجب الماجدات والطيبات والحرائر
المزيد من المقاومين القسامين الأبطال وغيرهم من رجال المقاومة.
انتصر الشعب الفلسطيني في غزة من خلال ملاحم الصمود والبطولة والتضحية،
وباعتراف الجميع أن مقاتلي القسام صاروا رقم واحد في العالم في الحرب البرية؛
وحطّموا من جديد أكذوبة الجيش الذي لا يقهر، وأفشلوا خطط المتآمرين وأحلام
المتربصين بالشعب الفلسطيني ومشروعه المقاوم، ليحقّقوا معاً الانتصار في معركة
العصف المأكول؛ بانتظار زوال بني اسرائيل.
وانتصرت غزة؛ وقت ما وحدت الكل الفلسطيني على مطالبها المشروعة وجعلت
القوى الفلسطينية كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
احتفلت الضفة وغزة والقدس وال 48 والشتات بنصر غزة ووقفت وقفة إجلال
وإكبار أمام التضحيات الجسام والبطولات التي أظهرها الشعب الفلسطيني في تلاحمه مع
المقاومة الباسلة، التي أفشلت العدوان وحطمت أطماعه وأهدافه، واستطاعت إيلام العدو
وفاجأته بقدراتها وإبداعاتها وتطور سلاحها وأنفاقها وجرأة رجالها وعملياتهم
البطولية خلف خطوط العدو.
احتفلت غزة بنصرها برفعها الحصار وتفوقها إعلاميا وهي تفضح جرائم العدو
وتنقل بالصوت والصورة إنجازات رجالها المقاومين، كما انتصرت المقاومة أخلاقياً، إذ
ركزت حربها على جنود الاحتلال وضباط جيشه، لا كما فعل جيش الاحتلال الجبان
باستهدافه المدنيين الأبرياء وقتله أكثر من 600 طفل.
وانتصرت غزة ولولاها لما استطاع كل فلسطيني وعربي ان يفتخر بمقاومته
ويرفع رأسه عاليا منتشيا بالنصر الذي هو من عند الله، ويوم يفرح المؤمنون بنصر
الله".
انتصرت غزة في اليوم ال 51 للعدوان ، واجبرت "نتنياهو"
و"يعلون " على تجرع كأس الهزيمة " وهو يجرون أذيال الخسران، فلا
المقاومة ردعت ، ولا الصواريخ توقفت ، ولا غزة ثارت على مقاوميها بل احتضنتهم .
انتصرت غزة والتي سيعيد أبنائها بناءها وبناء ما دمّره الاحتلال بعرقها
ونضالنا، وهي ستصنع معاً الانتصار في معركة البناء والإعداد حتَّى التحرير الكامل
بإذن الله".
انتصرت غزة يوم أن خرج الجيش الذي لا يقهر مقهورا من غزة ، وخلف جنودا
أسرى لدى المقاومة ، حيث يفرح 7000 أسير بنصر الله ويكبروا من سجونهم بالنصر وقرب
الفرج بعون الله .
انتصرت غزة بطهارة سلاحها الذي قتل فقط جنودا؛ بينما "نتنياهو"
وجيشه الجبان قتل الأطفال والنساء وهدم الأبراج والمنازل.
انتصرت المقاومة الفلسطينية وأجنحتها العسكرية وعلى رأسها كتائب الشهيد
عزّ الدين القسّام وسرايا القدس..، واستطاعت بفضل الله أن تثخن في جيشه ليقع نخبة
جنوده بين قتيلٍ وجريحٍ وأسيرٍ .
انتصرت غزة؛ وقت لم يجد "نتنياهو" لبنك أهدافه غير أطفال غزة
ونسائه، وهدم المنازل والمستشفيات والمساجد والمؤسسات والجامعات، ووقت أقر بان
دولت القانية تتعرض لأوقات عصيبة وأيام صعبة جدا.
انتصرت غزة؛ وقت ارتعبت دولة نووية تملك أسلحة محرمة دوليا، وتملك حلف من
المتصهينيين العرب، وتأييد من أمريكا؛ وانتصرت غزة؛ وقت أجبرت ستة ملايين صهيوني
على النزول إلى الملاجئ، والاختباء من صواريخ غزة، لتفقدهم الشعور بالأمان وان
دولتهم قد بدا العد التنازلي لنهايتها وعودتهم إلى بلادهم الأصلية التي أتو منها.
وانتصرت غزة ؛ وقت أخرجت الملايين في كافة مدن وعواصم العالم على التحرك
بمظاهرات ضخمة حاشدة ضد الاحتلال وكشفت حقيقة إجرام "نتنياهو" ونزعت
قناعه . وانتصرت غزة؛ وقت ما تغلبت على فقرها وجوعها وحصارها، وحفرت بأظافر
قساميها إنفاق هزمت الجيش الذي لا يقهر، وأدخلت الفرحة والبهجة على قلوب مليار
ونصف مسلم؛ فهنيئا لك نصرك يا غزة ويا شعب فلسطين، ويا كل المضهدين والمظلومين في
العالم، وبانتظار النصر الأكبر بكنس الاحتلال نهائيا عن أرض فلسطين؛
"ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا