القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

وعد عباس في ذكرى وعد بلفور!

وعد عباس في ذكرى وعد بلفور!

بقلم: حلمي الاسمر

لم يكن التوقيت اعتباطيا، فأمس «الجمعة» مرت ذكرى وعد بلفور، ويوم الخميس أجرى محمود عباس لقاء مع أشهر قناة عبرية (القناة 10) ليبث في هذه الذكرى، وليعيد إنتاج وعد بلفور ولكن على الطريقة الفلسطينية، إن كان لنا أن نلطخ هذه الصفة الطاهرة بحدث هو الأكثر بؤسا في تاريخ الرجل!

محمود عباس ملأ محطات الأخبار بتصريحاته البلفورية، حين قدم تنازلاً نادرًا، وإن كان رمزيًا لإسرائيل، عندما قال إنه ليس له حق دائم في المطالبة بالعودة إلى البلدة التي طرد منها وهو طفل أثناء حرب 1948 التي قامت نتيجة لها إسرائيل.

وسُئل عباس عما إذا كان يريد أن يعيش في صفد وهي البلدة التي عاش فيها طفولته في منطقة الجليل عندما كانت فلسطين تخضع للانتداب البريطاني، فقال لقد زرت صفد مرة من قبل، لكنني أريد أن أرى صفد. من حقي أن أراها .. لا أن أعيش فيها، بل وزاد، فيما يمكن اعتباره وعد عباس جديدا، يحيي وعد بلفور: فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها. هذا هو (الوضع) الآن وإلى الأبد(!)... هذه هي فلسطين في نظري. إنني لاجئ لكنني أعيش في رام الله. أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الأخرى هي إسرائيل! في حالة بلفور، أعطى من لا يملك، لمن لا يستحق، وها هو عباس يعيد الكرة بالحالة ذاتها، ولا ادري أي صفاقة يمكن أن تدفع أحدا فيجازف بإعادة تعريف فلسطين، ثم يتبعها بقوله انها هذه هي فلسطين و.. للأبد! عباس لم يقف عند هذا الحد من «الجرأة» فقال أنه لن يسمح باندلاع انتفاضة ثالثة، بخاصة إذا كانت عسكرية، ضد إسرائيل، طالما كان في منصبه، حتى لو فشلت الجهود الفلسطينية في الحصول على عضوية بالأمم المتحدة. ، وقال بالحرف الواحد: : «أنا مستعد للعودة إلى المفاوضات، وطالما أنا أعمل هنا كحاكم ورئيس، لن أقبل باندلاع انتفاضة ثالثة، فنحن لا نريد أن نستخدم الإرهاب، بل نريد استخدام السياسة والدبلوماسية والمفاوضات في النضال من أجل حقوقنا».

عباس يعرف، كما الجميع، أنه لم يرث فلسطين عن الوالد رحمه الله، وهي لا تخص أكثر من تسعة مل ايين فلسطيني فقط، بل مليارا ونصف المليار مسلم، كما أنه يعرف أنه لا يحكم، وليس مسؤولا عن أحد، ما دام يستجدي تصريح مرور من مجندة إسرائيلية(!) حين يريد أن يتحرك من «مكتبه» إلى الشارع، وبالتالي لا يملك أن يمنع أحدا من الانتفاض، أو يمنحه مثل هذا الحق، فضلا عن التجرؤ في وصف أكثر حركات المقاومة نقاء وصفاء وطهرا في تاريخ فلسطين والعرب والمسلمين، وهي الانتفاضة، بأنها كانت مجرد: إرهاب

عباس، ينسلخ من جلده، ومن شعبه، وأمته، ويختم حياته السياسية بأكثر التصريحات قبحا، وذلا، أملا بنيل رضا يهود وقتلة ومغتصبين، وهم لن يعطوه هذا «الشرف!» حتى لو كتب لهم صك تنازل ابدي عن .. جسده، ولن أقول عن شيء آخر!ص

لعباس ان يتنازل عن حق عودته، كونه يعيش في رام الله، ترى، ماذا عن حق ملايين الفلسطينيين الذين توزعوا في منافي الأرض كافة، في العودة إلى أرض الأجداد؟ كيف يتجرأ بالتنازل عن حق لم ولن يمتلكه؟ ماذا سيقول هؤلاء حين يقرأون هذه الكوميديا السوداء؟

المصدر: جريدة الدستور الأردنية