وكالة الغوث
* حمدان الحاج
بعد ثلاثة وستين عاما على النكبة الفلسطينية ومثل هذا التاريخ على تاسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تقرر الوكالة وادارتها ومن تأتمر بامرهم ومن يخططون لها ان تتخلى عن واجباتها التي وجدت من اجلها.
وبدات بالاسم بخط خفيف مع تغيير على طبيعة عملها والسبب الذي جيء بها من اجله فالداعمون لها لا يريدون ان يبقوا يدفعون ولا يريدون ان يبقى اللاجئون الفلسطينيون يحملون موافاتهم واسمهم وتاريخهم ليورثوها الى اجيال قادمة حيث كان القول السائد» الكبار يموتون والصغار ينسون» وفجأة تعود فلسطين الى صدارة الاحدث بقوة لم يتعود عليها المخططون ولا المحللون ولا اصحاب الاجندات وقتل الشعوب وهنا لا بد من انهاء اهم شيء او جهة او منظمة او سلطة او هيئة لها اسم دولي تعنى بالفلسطينيين وقضيتهم فكان اولى الاولويات ان انهوا رمزية وكالة الغوث وعودوا بمن تعولون من خلالها للعيش وسط الامواج البشرية التي ينتمون اليها لعشرات السنوات التي مضت.
وكالة الغوث علامة دولية وهي لم تفطن لتغيير علامة «الجودة» او الاسم «التجاري» لها بعد سنة او سنتين او ثلاث سنوات ولكن القرار جاء بعد ثلاثة وستين عاما فهو عمر انسان القضية الذي ولد مع اول لحظة في النكبة ولم ينحني ولم يتخلى ولا اولاده ولا احفاده بل ورث كل هذا واكثر الى كل الفلسطينيين والى كل العرب والى كل من يحمل قلبا يهفو الى العدل وحقوق الانسان وخاصة الحق في العيش في وطنه ومسقط رأسه.
وكالة الغوث كانت تقدم للفلسطيني المنكوب الاكل والطحين والشراب وزيت السمك التعليم والصحة والرواتب العالية والادخار الذي يفوق تقاعد وزير وجاء اليوم الذي قررت فيه الوكالة التراجع عن كل هذا مع انها سوف تحاجج وتقول ان هذا الكلام عار عن الصحة وان الوكالة باقية وان الشعار لم يتغير وان وظيفتها لم تتغير فاذا كان الامر كذلك لماذا جاء التغيير في هذا الوقت ولماذا تتخلى الوكالة عن شعارها وتاريخها ووجودها؟.
كل هذا بسبب ما قام به عرب وعجم ومسلمون ومسيحيون وبوذيون وهم يزيحون الغبار عن بعض اجزاء من القضية التي بدأ التاكل يزحف اليها بفعل الزمن والتاريخ والاهمال وتوقف شحذ الهمم الى ان جاءت الاحداث سراعا فاذا بالقضية الفلسطينية تتحول الى مادة ملتهبة في قلوب الجماهير وحناجرهم فاذا بالمخططين يتنادون الى الغرف المغلقة وهذه المرة في غرف ليس في تهوية او صبر او مهادنة «لابد من انتهاز الفرصة ولابد من وقف هذا الضجيج ولابد من توطين ولابد من انتهاء رمزية اللجوء ولابد من وقف المساعدات حتى ينسى الجميع دور الوكالة».
اما الناطقون الرسميون للوكالة سوف يتصدون للنفي والرد بما يعرفون وبما تتوافر لديهم من معلومات تؤهلهم على قلتها التصدي لادعاءاتنا ان الوكالة في طريقها للتصفية.
نعم الوكالة فقدت وجودها وان لم تصدقوا ذلك فاذهبوا الى المخيمات وراجعوا القرارات واسمعوا المعنيين بالامر ممن واكبوا القضية من اولها وهم يصرون على ان المؤامرات تتعزز والخطط تتجدد ونحن نستقبل التبريرات والتخديرات التي نعرف انها غير صحيحة.
المصدر: جريدة الدستور الاردنية 24/7/2011