وكالة الغوث..
غيث وتشغيل
بقلم: حمدي
فراج
يقترب اضراب العاملين
في وكالة الغوث الدولية من ملامسة شهره الثاني على التوالي، دون ان يلوح في الافق اي
بادرة جادة نحو تحقيق الحد الادنى من مطاليبهم العادلة، ونقول عادلة، كونها مطالب نقابية
بحتة تأتي على لسان قيادة نقابية منتخبة ومجربة وممثلة للجسم العامل كله، ويلتف حولها
وحول مطالبها جميع قطاعات العاملين افقيا (تعليم، صحة، خدمات) وعموديا (من العامل والآذن
حتى الطبيب ورئيس القسم).
ما الذي تراهن عليه
رئاسة الوكالة في عدم الاستجابة لمطاليب عمالها وموظفيها فتلقاهم بمثل هذا الصد وبأذن
من طين واخرى من عجين؟ ليس بالطبع عدم وجاهة المطالب وشرعيتها ومعقوليتها، فالمطالب
شبه سرمدية، وبدون الخوض في دقتها، فإنها تتعلق برفع الرواتب المتوقفة منذ اربع سنوات،
وعمال المياومة والدخولات الخيالية لكبار الموظفين الاجانب والتي تصل كما يشاع الى
سبعة عشر الف دولار شهريا ناهيك عن التقليصات المبرمجة لخدمات الوكالة والتي اصبحت
بالكاد ترى بالعين المجردة بعد ان كانت تشمل كل شيء بما في ذلك الملابس "البكجة"
والزيت والتمر والكاز والسردين والحلاوة ناهيك عن المطعم الذي يقدم طعام الغذاء لطلبة
المدارس.
هل مطالب اتحاد
العاملين مغالية ام متطرفة، للدرجة التي ترفض الوكالة حتى الاستماع اليها، تراهم يطلبون
القمر دون ان نعرف، ام يطالبون الوكالة والامم المتحدة الايفاء بالتزاماتها تنفيذ حق
عودة اللاجئين الى ديارهم التي شردوا منها قبل خمس وستين سنة؟ ولأن الامر لا هذا ولا
ذاك، فمطلوب ان نبحث عن اسباب هذا التجاهل المهين للاتحاد والمشين للوكالة.
تراهن الوكالة،
وكالعادة على ارتفاع وتيرة تذمر المواطنين في المخيمات التسعة عشر، خاصة تعطيل مدارس
ابنائهم لشهرين كاملين الامر الذي يهدد رسميا بإلغاء العام الدراسي برمته، وبالفعل
خرج البعض من هؤلاء الاهالي هنا وهناك، ووصل الامر ان يدفعوا باتجاه "تعليم ذاتي"
وبالبعص الاخر دعا الى فتح المدارس المغلقة عنوة. ولكن هذه ليست اكثر من ردات فعل آنية
سرعان ما تتبدد، وهو ما يمكن ان ينسحب على اكوام القاذورات والمخلفات التي اصبحت كمرآة
محدبة للمخيم وابنائه، وهذا ايضا سرعان ما يهب البعض من ابناء اللجان المحلية وبمساعدة
من عمال الوكالة لإزالتها او تخفيف وطأتها. لكن هناك ما يمكن ان نخشاه اذا ما كان رهان
الوكالة على السلطة اكثر بكثير من رهانها على جموع اللاجئين معتقدة ـ الوكالة ـ ان انتصار الاتحاد في معركته
النقابية انما يولد (يفقس) بيضا مخصبا لمعارك نقابية قادمة يخوضها موظفو الحكومة. او
انها عبارة عن بارومتر لقياس انهاء قضية اللاجئين الواردة في اطار كيري، من خلال انهاء
وكالة غوثهم وتشغيلهم، والتي بدت بوضوح خلال العقود الثلاثة الاخيرة انها وكالة بدون
غوث وبدون تشغيل.
المصدر: شبكة
فلسطين الإخبارية