القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

يوم الارض.. يوم القدس.. يوم المقاومة الشعبية.. يوم فلسطين

يوم الارض.. يوم القدس.. يوم المقاومة الشعبية.. يوم فلسطين

بقلم: ماجد عزام*

حمل يوم الارض لهذا العام كما العادة دلالات تتعلق بوحدة الشعب الفلسطيني وصموده فى مواجهة المشروع الاستعمارى العنصرى كما اكتسب معانى ودلاات اضافية ذات علاقة بالقدس المقاومة الشعبية والالتفاف العربى والدولى حول القضية الفلسطينية ولو بشكل شعبى وغير رسمى فى مقابل السعى الاسرائيلى الحثيث لإزاحة الملف الفلسطيني عن جدول الاعمال الاقليمى والدولى.

فى المبدا يعبر يوم الارض عن صمود الشعب الفلسطيني تمسكه بارضه وحقوقه رغم الممارسات بل الجرائم الاسرائلية المتعددة الاشكال والتجليات طوال الاربعة وستين سنة الماضية وفكريا ينقض يوم الارض المشروع الصهيونى فى احد اهم ركائزه كونه يؤكد ان لهذه الارض صاحب ومالك وهى لم تكن يوما ارض بلا شعب لشعب بلا ارض كما تقول الاسطورة، الاسطورة الزائفة والمزورة للتاريخ.

الى ذلك يمثل يوم الارض مناسبة لتوكيد وتكريس وحدة الشعب الفلسطيني فى الداخل والخارج فى الاراضى المحتلة عام 1948 كما تلك الى احتلت فى حزيران يونيو 1967 وهو شكل فى السنوات القليلة الماضية مناسبة لتجاوز الانقسام السياسى والجغرافى المؤسف الكارثى وتحول الى تعبير عن وحدة الشعب وتمسكه بارضه وحقوقه فى مقابل نخبة او طبقة سياسية منقسمة لا تريد مغادرة تفكيرها الفئوى والضيق والارتقاء الى مستوى تضحيات عذابات معاناة وطموحات الشعب الصامد فى اماكن تواجده المختلفة.

اضافة الى ما سبق كان يوم الارض مميزا لهذا العام مع الاختيار العبقرى والمبدع للقدس كعنوان للمسيرة او المسيرات والتظاهرات العالمية فى المناسبة والتى مثلت دمج بين القدس ويوم الارض او اعتبار القدس عنوانا لفلسطين كل فلسطين وارسلت من جهة اخرى رسالة بل رسائل دعم قوية ولافتة للمقدسيين كما للفلسطيينين الصامدين بمدنهم وارضهم وردا على جرائم التهويد والاستيطان ومحاولات نزع الطابع العربى الاسلامى المسيحى عن المدينة ومعالمها التاريخية والدينية.

فى السياق العربى يمكن الاشارة الى المسيرات فى عدة عواصم وحواضر عربية خاصة فى دول الطوق ما يعنى ان الهموم والانشغالات المحلية لا تعنى الانصراف عن القضية المركزية علما ذلك مرشح للتصاعد مع الوقت وسيتناسب طرديا مع سيرورة ترتيب البيت الداخلى على اسس اكثر صلابة ومتانة فى اكثر من دولة عربية.

فى السياق الدولى بدت المسيرات كما التعاطف الواضح من الناشطين والمشاركة المثمرة فى الفعاليات ان فى فلسطين او فى دول الطوق كرد على نجاح نتن ياهو -الجزئي التكتيكي والمرحلي- فى ازاحة الملف الفلسطيني عن جدول الاعمال العالمى الرسمى ومحاولة ايهام العالم بان ايران هى القضية المركزية ومصدر التهديد بينما جاءت المشاركة الدولية الواسعة لتشكل ارضية صالحة لاعادة الامور الى نصابها واعتبار الاحتلال وجرائمه مصدر التهديد وجذر المشاكل والازمات فى المنطقة والعالم.

المعطيات السابقة تمثل مجتمعة ما يسمى او يوصف بالمقاومة الشعبية حيث الصمود الميدانى الفلسطيني فى الداخل والتعاطف والمساندة عربيا اقليميا ودوليا وادارة المعركة كما ينبغى بمستوياتها وتجلياتها المختلفة ميدانيا سياسيا اعلاميا قضائيا ونفسيا.

نفس المعطيات اظهرت مرة جديدة الحاجة الى العقل القيادى او الاطار التنظيمى المرجعى الفلسطيني الاعلى الذى يضع الاستراتيجيات والسياسات التنفيذية ويوزع الادوار ويدير معركة الاستنزاف اليومية والمتواصلة ويستفيد من مكامن القوة الهائلة بايدينا علما ان النزر اليسير فقط تبدى فى يوم الارض والمسيرة العالمية نحو القدس.

*مدير مركز شرق المتوسط للدراسات والاعلام