القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

يوم القدس العالمي

يوم القدس العالمي

بقلم: يوسف رزقة

أحيت إيران والفلسطينيون في مخيمات الفلسطينيين في لبنان الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي الذي اعتادت أن تحييه الجماهير والمؤسسات المدنية منذ أن دعت له القيادة الإيرانية.

يستهدف هذا اليوم سياسيا تذكير العالم أن القدس فلسطينية عربية إسلامية، وذلك من خلال التظاهرات الشعبية التي تطوف الشوارع العامة حاملة مجسم الأقصى، وأعلام فلسطين.

يوم القدس العالمي يوافق عادة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام. وهو في نظري يوم مهم لأنه يجدد تمسك الفلسطينيين والمسلمين بالقدس عربية إسلامية، وعاصمة لدولة فلسطين، ولأنه يفضح جرائم الاحتلال الصهيوني في الأرض المقدسة، ويعري السياسة الإسرائيلية التي تقوم على ضم القدس وتهويدها والسيطرة عليها من خلال الاستيطان والقوانين العنصرية، وتهجير سكانها الفلسطينيين منها عنوة.

إيران تعد الدولة الوحيدة التي تحيي هذه المناسبة في هذا التوقيت من كل عام، ولا تكاد تشاركها دول أخرى في هذا اليوم، وهذا يعني أن القيادة الإيرانية لم تنجح في تسويق هذا اليوم في الدول العربية والإسلامية كيوم عالمي للجميع، رغم إجماع الدول العربية والإسلامية على عروبة وإسلامية بيت المقدس.

لم تنجح إيران في جعل هذه المناسبة مناسبة قومية أو عالمية رغم أنها تود ذلك، ولكن يبدو أن الخلافات المذهبية والسياسية، التي تغطي مساحة واسعة من العالم العربي والإسلامي، منعت هذا النجاح وعوقته، وأبقت المناسبة في إطارها القطري الضيق.

القدس نقطة تجمع للعالمين العربي والإسلامي، ولا جدال في ذلك، فقد تختلف الدول في سياساتها الخارجية في قضايا عديدة، غير أنها لا تختلف على القدس، التي يلتقي عندها وعند عروبتها وإسلاميتها المختلفون. العمل للقدس يتطلب من العرب والمسلمين جميعا العمل في المساحات المشتركة بينها، رغم الخلافات والتباينات، وتعد القدس والمسجد الأقصى من أهم النقاط المشتركة بين منظومة هذه الدول. ومع ذلك فإن تجسيد هذه السياسة في الميدان ليس جيدا.

من المؤكد أن فكرة اليوم العالمي للقدس فكرة جيدة، غير أنها لا تتجاوز الإشارة الرمزية ذات الدلالة، لأن القدس تستحق أكثر من ذلك. القدس تستحق الاهتمام على مدى أيام السنة. ولا أتصور أن ثمة عزة لعواصم العرب والمسلمين بدون القدس حرة بلا احتلال. يجدر بالعواصم العربية والإسلامية أن توسع من اهتمامها بالقدس في هذا اليوم وفي بقية أيام السنة، لأن القدس ومعها المسجد الأقصى تضيع يوميا من أيدي أصحابها المسلمين. القدس تذوب كل يوم في أحماض التهويد والاستيطان الذي لا يتوقف من أجل شطب عروبتها وإسلاميتها. فكيف للعرب مواجهة هذه الأخطار؟! وما دور الفلسطينيين في تفعيل هذه المواجهة الجماعية المشتركة؟! القدس تستحق أكثر مما هو معمول به الآن، وجل الدراسات تتحدث عن ضعف وتقصير فلسطيني وعربي وإسلامي.

المصدر: فلسطين أون لاين