القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 21 تشرين الثاني 2024

طريقة جديدة للهجرة والوصول إلى ايطاليا

طريقة جديدة للهجرة والوصول إلى ايطاليا

متابعة – لاجئ نت

تدفع البطالة والبحث عن أفق جديد شباب تونس إلى ابتكار طرق جديدة للهجرة إلى الضفة الشمالية للمتوسط، رغم المخاطر الكبيرة التي يكابدونها والمغامرات التي تحيط برحلات ما يعرف محليا بـ"الحرقة".

وفي ثاني أيام العام الجديد، فوجئ مسؤولو نادي الرياضات البحرية بمدينة قليبية (الساحل الأقرب لأيطاليا) بهجرة شاب متدرب في النادي إلى إيطاليا على متن لوح شراعي، بعد أن خرج في حصة تدريبية بحرية بصحبة زملاء له كانوا يستعدون لمسابقة إقليمية في رياضة الألواح الشراعية.

وصباح الثلاثاء، نزل حمزة لوراسي (20 عاما)، أحد الشباب المنتمين إلى نادي الرياضات البحرية، إلى بحر مدينة قليبية على متن لوح شراعي خاص بالنادي، في إطار حصة تدريبية استعدادا لمسابقة محلية بصحبة زملاء له، غير أنه غاب عن أنظار أصدقائه الذين عادوا إلى النادي ليعلموا عن اختفائه، قبل أن يتبين في وقت لاحق أنه بلغ السواحل الإيطالية على متن اللوح الشراعي في رحلة هجرة سرية.

وقال رئيس نادي الرياضات البحرية، أحمد مسلماني، إن والد الشاب أعلم المسؤولين، صباح الثلاثاء، أنه تلقى اتصالا هاتفيا من ابنه ليعلمه أنه وصل بسلام إلى السواحل الإيطالية، وأن رحلته على متن اللوح الشراعي كللت بالنجاح رغم سوء الأحوال الجوية حينها.

وأضاف المسلماني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ الشاب الذي هاجر على متن اللوح الشراعي قاصدا إيطاليا يبلغ من العمر 20 عاما، وهو من أبرز العناصر في هذه الرياضة.

وأكد المسؤول في نادي الرياضات البحرية، أنّ الشاب حمزة لوراسي يشكو وضعا اجتماعيا صعبا، وانقطع عن الدراسة في وقت مبكر، قبل أن يساعده مسؤولو النادي في الحصول على عمل بإحدى المؤسسات السياحية بصفة مدرب في رياضة الألواح الشراعية.

واعتبر المسؤول أن الشاب ركب مغامرة كبرى غير محسوبة العواقب، كان يمكن أن تودي بحياته بعد أن قطع مسافة 70 كيلومترا، عبر خلالها المسافة الفاصلة بين أقرب نقطة بحرية من تونس نحو السواحل الإيطالية، على متن لوح شراعي متوسط الحجم بطول 7 أمتار، وفق تأكيده.

وبحسب المتحدث، فإن المهارات الكبيرة، التي اكتسبها الشاب حمزة لوراسي في قيادة اللوح الشراعي، ساعدته على بلوغ الضفة الشمالية للمتوسط بأمان، وقال "ليس من السهل التحكم في لوح شراعي لمدة ساعات طويلة في قلب البحر ووسط الرياح، التي يمكن أن تغير وجهته بسهولة أو تحطم أشرعته ".

وأفاد بأن النادي لا يتحمل مسؤولية قرار الشاب بالهجرة بهذه الطريقة، غير أنه تقرر تعليق نشاطه فيه خوفا من تكراره التجربة.

ولا تعد مغامرة الشاب حمزة لوراسي الأولى من نوعها، إذ سبق لشابين من النادي ذاته الهجرة نحو إيطاليا على متن قوارب شراعية مخصصة للتدريب، في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.

ويعدّ نادي الرياضات البحرية بمدينة قليبية، أحد أهم النوادي المهتمة بهذا النشاط الرياضي في تونس، وهو يستعد للاحتفال بخمسين عاما من النشاط، ويضم حوالي 250 عضوا تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و80 سنة.